وهو في الوقت نفسه مما زاد في رغبتي لدراسته وتحقيقه تحقيقا علميا على وفق المنهج العلمي الذي درسته في السنة التحضيرية في موضوع «منهج تحقيق المخطوطات».
فسارعت إلى تقديمه إلى اللجنة العلمية لمعهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا موضوعا لأطروحة الدكتوراه وقد تمت الموافقة عليه والحمد لله.
لقد اقتضت طبيعة الأطروحة أن تكون في بابين:
الباب الأول: لدراسة المؤلف والكتاب
والباب الثاني: للنص المحقق
أما الباب الأول فيتكون من فصلين:
الفصل الأول: لدراسة المؤلف، وفيه ثلاث مباحث:
المبحث الأول: خصصته لدراسة عصر المؤلف الشيخ علي القاري وقد اقتصرت فيه على الحياة السياسية والعلمية، وتناولت في الحياة السياسية الأوضاع التي كانت سائدة في إيران وأفغانستان ومكة المكرمة وهي البلدان الأساسية التي تركت أثرا في حياة الشيخ علي القاري بين مسقط رأسه في هرات واستيطانه مكة المكرمة وما حدث في عصره من حروب ومنازعات بين الدولتين العثمانية والفارسية وتأثير ذلك في الحياة العلمية، اذ رافق هذه الحروب المتكررة هجرة العلماء وتغيير في الخارطة السياسية لهذه المنطقة، ولم يكن العلامة الشيخ علي القاري ممن دخل معترك الحياة السياسية وأسهم فيها بل كان مبتعدا عنها وعن أصحابها من ذوي السلطان، منصرفا إلى الدرس والتصنيف. وتطرقت أيضا إلى الحياة العلمية في مكة المكرمة بوصفها موطن الشيخ علي القاري بعد الهجرة من هرات وذكرت مدارسها المشهورة وعلماءها المتميزين الذين أخذ عنهم الشيخ علي القاري أو عاصرهم، وكيف كانت الحياة العلمية في مكة المكرمة من كثرة العلماء المقيمين والمجاورين من البلدان الأخرى، والوافدين إليها لأداء فريضة الحج والزيارة لقبر