سفيان، عن أبي الزبير، عن إبراهيم. فقلتُ: إنَّ أبا الزبير لم يَرْو عن إبراهيم. فانتهرني، فقلت له: ارجِعْ إلى الأصل إن كان عندك، فدخل فنظر فيه ثم رجع، فقال: كيف هو يا غلام؟ فقلتُ: هو الزبير بن عديّ، عن إبراهيم. فأخذ القلم مني وأصلح كِتابَه وقال لي: صدقت. قال: فقال له إنسانٌ: كم كان عمرك حين رددتَ عليه؟ فقال: ابن إحدى عشرة سنة. قال: فلمّا طعنتُ في ستَّ عشرةَ سنةً حفِظتُ كُتُب ابن المبارَك، ووكيع، وعرفتُ كلام هؤلاء -يعني أصحابَ الرأي- قال: ثم خرجت مع أمي وأخي إلى الحج.
وَصْفه: قال النووي: رُوِّينا من أوجُهٍ عن الحسن بن الحسين البزاز قال: رأيتُ محمد بن إسماعيل البخاري نحيفَ الجسم، ليسَ بِالطّويل، ولا بالقصير.
وقال ابنُ حجر: وكانَ قليلَ الأكل جدًّا، كثيرَ الإحْسان إلى الطلبة، مُفرِطَ الكرم.
[شيوخه]
وقد رحلَ رحلاتٍ واسعةً في طلب الحديث إلى الأمصار، وكتبَ عن شيوخٍ كثيرينَ من الأئمَّة الكِبار، فقد نُقلَ عنه أنه قال: كتبتُ عَن ألف شيخٍ وثَمانينَ، ليس فيهم إلا صاحبُ حديثٍ، كلُّهم يَقولونَ: الإيمانُ قولٌ وعملٌ، يَزيدُ ويَنقصُ.
منهم: الإِمام أحمد بن حنبل، روى عَنهُ في "الصحيح" في النكاح فقال: وقال لنا أحمد.
ومنهم: الزعفراني، والكرابيسي، وأبو ثور. وهُم من أصحاب الإِمام