للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها دعته قبيحة فيقال: انه لم ير يوم مثله سرورا وحسنا وكثرة نفقة وان الشمع كله كان عنبرا، إلاّ الشمعة التي في الصحن فانه كان وزنها ألف منا، فكادت تحرق القصر، ووجد حرّها من كان في الجانب الغربي من دجلة.

وقد كان أمر (١٥٦ - ظ‍) المتوكل أن يصاغ له سريران أحدهما ذهب والآخر فضة، ويفرش السرير الفضة ببساط‍ حب وبرذعة حب ووسادى حب ومخدتي حب ومسند حب منظوم على ديباج أسود، وكان طول السرير تسعة أذرع.

قال: فأخرج من خزانة الجوهر حبّ عمل منه ذلك، فكان أرفع قيمة الحبة دينارا، وأقل القيمة درهما، فاتخذ له ذلك، وأمر بفرش السرير الذهب بمثل فرش السرير الفضة منقوشا بأنواع الجوهر الاحمر والاخضر والاصفر والانواع ففرشا فقعد عليهما هو وقبيحة ثم وهبهما لها (١).

أنبأنا أبو روح الهروي عن زاهر بن طاهر عن أبي القاسم البندار قال: أنبأنا أبو أحمد القارئ قال: أخبرنا محمد بن يحيى-اجازة-قال: حدثني عون بن محمد بن علي قال: لما بلغ المعتز مبلغ الرجال جلس المتوكل للتهنئة فجاء الناس على طبقاتهم، ودخل البحتري فأنشده:

ردي على المشتاق بعض رقاده … أو فاشركيه في اتصال سهاده

حتى بلغ قوله:

يهنيك في المعتز بشرى بيّنت … فينا فضيلة هدية ورشاده

قد أدرك الحلم الذي أبدى لنا … عن حلمه ووقاره وسداده

ومبارك ميلاد ملك مخبر … بقريب عهد كان من ميلاده

تمت لك النعماء فيه ممتّعا … بعلو همّته ووري زناده

(١٥٧ - و)

وبقيت حتى تستضيء برأيه … وترى الكهول الشيب من أولاده (٢)


(١) -ليس بالمطبوع من كتاب الجليس الصالح.
(٢) -ديوان البحتري:١/ ٥٢ - ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>