للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خبره قال لها: قد كنت كالمريض المدنف، وأنا الآن كالذي وقع في النزع، يعني أنه بويع له بسر من رأى والمستعين خليفة مجتمع عليه في الشرق والغرب.

وقال أبو بشر: أخبرني علي بن الحسن بن علي قال: لما سأل الأتراك المستعين بالله الرجوع إلى سرّ من رأى، فأبى عليهم قدموا سرّ من رأى يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرّم، فاجتمع الموالي وكسروا باب لؤلؤة، وأنزلوا المعتز بالله فبايعوه، وخلعوا المستعين، فركب المعتز بالله الى دار العامة يوم الخميس في المحرم سنة احدى وخمسين ومائتين، فبايعه الناس وعقد لنفسه لواء أسود، وخلع على ابراهيم المؤيد بالله وعلى أحمد المعتمد على الله وعلى أبي الموفق وأنهضه إلى بغداد مطالبا ببيعته التي أكدها له المتوكل على الله في أعناقهم، ومعه جماعة من الفقهاء، فشخص أبو أحمد يوم السبت لسبع بقين من المحرم.

وحصّن محمد بن عبد الله بن طاهر بغداد، ورمّ سورها، وأصلح أبوابها، وعسكر أبو أحمد بالشماسيّة، ووقع الحرب يوم السبت للنصف من صفر واتصلت الوقائع (١٥٢ - ظ‍).

قال أبو بشر: وسمعت جعفر بن علي الهاشمي يقول: بويع المعتز يوم الاربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم، وتوجّه أبو أحمد بن المتوكل على الله إلى بغداد في عشرة آلاف من سرّ من رأى فواقع أهل بغداد فقتل من الفريقين خلق عظيم وكانت هذه السنة فتنة المعتز والمستعين.

قال: وأخبرني أبو موسى العباسي قال: لما وجه المعتز بالله أخاه أبا احمد الموفق فحصرهم وأقام المستعين بالله ببغداد الى أن خلع سنة واشتد الحصار على أهل بغداد، وقد كان أهل بغداد لما رحل إليهم المستعين أحبوه، ومالوا نحوه غاية الميل حتى نزل بهم من الحصار ما نزل فنسبوا محمد بن عبد الله بن ظاهر إلى المداهنة في أمر المستعين بالله، وهجموا منزله يريدون نفسه.

قال: وأخبرني أبو موسى العباسي قال: فدس محمد بن عبد الله بن طاهر الى المستعين بالله من يعرض له بالخلع على أنه يتوثق له من المعتز بالله، ويسلم إليه الأمر، وكان المستعين بالله رجلا صالحا ضعيفا فأجاب المستعين بالله إلى ذلك، وكره الدماء بعد أن لم يجد ناصرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>