للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انفصاله عنه، فعوق أبو المعالي أبا القاسم بحلب مع جماعة من أهله، ثم سار أبوه بعد ذلك إلى مصر، فانتقل أبو القاسم بعده وقتل الحاكم أباه وأخوته فهرب أبو القاسم وتوجه إلى العراق، وتقلد وزارة مشرّف الدولة أبي علي بن عضد الدولة ابن بويه في سنة خمس عشرة وأربعمائة، وأقام في وزارته شهورا، وفارقه وانتقل إلى وزارة الأمير أبي المنيع قرواش بن المقلد أمير بني عقيل، ثم وزر لنصر الدولة ابن مروان صاحب ميافارقين ودياربكر (١).

وكان الوزير أديبا فاضلا عارفا باللغة والنحو فصيحا، حسن النظم والنثر عارفا بالحساب، وله كتاب في تفسير (٢) القرآن أحسن فيه على اختصاره واختصر كتاب إصلاح المنطق (٣) فأجاد في ذلك وعرضه على أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، فاستجاده وأثنى عليه، وكتب إليه في ذلك الرسالة الأعريضية التي أولها:

السلام عليك أيتها الحكمة المغربية، والألفاظ‍ العربية، أي هواء رقاك وأي غيث سقاك.

وفضائله جمة، لكنه كان جسورا مهورا، سيء التدبير، متكبرا.

حدث عن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات، وروى عن أبيه علي بن الحسين، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي أسامة جنادة بن محمد، وأبي الحسن محمد بن عيسى النامي العراقي اليشكري وأبي الحسن على بن لؤلؤ الحلبي والقاضي أبي الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي وأبي عبد الله محمد بن الحسين اليمني وأبي القاسم (١٥ - و) الميمون بن حمزه الحسيني، وعلي بن منصور الحلبي المعروف بدوخلة، وأبي الحسن علي بن عبد الله الماذرائي، ومحمد بن الحسن التنوخي، والقاضي أبي أحمد محمد بن داود بن أحمد العسقلاني، ومحمد بن إبراهيم التميمي، وعلي بن إبراهيم الدهكي، وأبي جعفر الموسوي قاضي مكة، وابن الكلابي راوية أبي فراس وأبي زكريا يحيى بن علي الأندلسي أمير الغرب،


(١) -سبق أن ترجم ابن العديم لابن مروان وذكر خلال ذلك علاقة الوزير المغربي به، كما ذكره في ترجمة حسان بن المفرج.
(٢) -لم يصلنا.
(٣) -ليعقوب بن اسحاق بن السكيت (١٨٦ - ٢٤٤ هـ‍ /٨٠٢ - ٨٥٨ م) وكان من أعظم علماء عصره في اللغة والادب-الاعلام للزركلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>