على قدر أهل العزم تأتي العزائم … وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها … وتصغر في عين العظيم العظائم
يكلّف سيف الدولة الجيش همّه … وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
قال فيها:
هل الحدث الحمراء تعرف لونها … وتعلم أيّ الساقين الغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزوله … فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فأعلى والقنا يقرع القنا … وموج المنايا حولها متلاطم
وكان بها مثل الجنون فأصبحت … ومن جثث القتلى عليها تمائم
طريدة دهر ساقها فرددتها … على الدّين بالخطّي والدهر راغم
وكيف يرجى الرّوم والروس هدمها … وذا الطعن أساس لها ودعائم
وقد حاكموها والمنايا حواكم … فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
نثرتهم فوق الأحيدب كلّه … كما نثرت فوق العروس الدراهم (١)
وفي ذلك يقول أبو فراس:
وحسبي بها يوم الأحيدب وقعة … على مثلها في الحرب تثنى الخناصر
عدلنا بها في قسمة الموت بينهم … وللسيف حكم في الكتيبة جائر
إذ الشيخ لا يلوي ونقفور مجحر … وفي القيد ألف كالليوث قساور
ولم يبق إلاّ صهره وابن بنته … وثوّر بالباقين من هو ثائر (٢)
(٨٥ - ظ)
(١) -ديوانه،٣٧٤ - ٣٧٨، مع شيء من التباين في الرواية.
(٢) -ديوان أبي فراس ٢ - ١١٨ - ١١٩.