كعاشق فاز بمن يحب … وهو به من قبل ذاك صب
وقل له واس أخي مفرج … لست أحب اليوم صيد الزمج
لا الباز يصطاد ولا الصقور … إذا رأته فوقها يدور
وقلت للغلمان في وسط السحر: … قوموا اخرجوا فاليوم يوم مشتهر
ولا تريدوا معكم من قد عرف … بالشؤم في الصيد ولكن ينصرف
قالوا: فمن نرد؟ قلت: ردوا … ذاك وذا وذا وشدوا
لما رددت القوم طابت نفسي … وسرت في عصابة من جنسي
كل كريم بطل محام … مغاور منازل مقدام
أجرى من الليث إذا الليث زأر … والبدر في الحسن اذا البدر بهر
سقيا لعجار (١) … وما ولاها
طاب ثراها وشفى هواها
حتى إذا صرت ورا البستان … وعين قنسرين (٢) في الجنان
رأى الغلام أرنبا في المجثم … نائمة بحينها لم تعلم (٤٤ - ظ)
فشكها بالآلة المباركة … ونفسها مما دهاها هالكه
وانفتح الصيد لنا وطابا … قلت: احفظوا ويحكم الكلابا
فلم نزل نطلبها في البقعة … حتى أخذنا مائة وسبعه
وصاح طير الماء عن يميني … كأنما دل على كمين
قلت: ذر الأصفر والملمعا … حتى إذا ما استعليا دارا معا
كأن ذا يطلب ذا في الحرب … والطير منها في أشد الكرب
لما نقرت الطبل طار الرف … واستقبلته بالردى الأكف
فجدلت أربعة كبار … كأنها من ثقلها أحجار
ثم تبعناه إلى أحد البرك … وهو من الخوف كطير في شرك
(١) -كتب ابن العديم في الحاشية: عجار قرية بالقرب من عزاز.
(٢) -كتب ابن العديم في الحاشية: يريد نهر قويق.