وَإِن كَانَ وَلَا بُد فنحو انتصاف النَّهَار لَكِن ليكن فِيمَا بَينه وَبَين الْعشَاء مُدَّة كَافِيَة وَاجعَل عنايتك باعتدال الْموضع الَّذِي هم فِيهِ واجر نَحْو عَادَتهم فِي الشّرْب على نَحْو عَادَتهم فِي الْيَوْم الثَّانِي اجهد أَلا يسهروا فَإِن قلَّة النّوم يجفف تجفيفاً شَدِيدا واجر فِي الْأَطْعِمَة إِلَى مَا فِي شهواتهم وعادتهم إِلَيْهَا وَمَا لَا يغنى وتأباه نُفُوسهم.
وَاعْلَم أَن من أَصَابَهُ اليبس الذبولي فِي معدته فَإِنَّهُ لَا يبرأ الْبَتَّةَ وَتبقى معدته بَاقِي عمره كمعد الشُّيُوخ وينهك دَائِما وَمن أَصَابَهُ ذَلِك فِي فُؤَاده فَأمره يؤول إِلَى الذبول بِسُرْعَة وَبعد هَذَا فِي السرعة الذبول الْحَادِث عَن الكبد وَبعد هَذَا الَّذِي مبدؤه من الْمعدة فَأَما الذبول الَّذِي يَبْتَدِئ من سَائِر الْأَعْضَاء فَفِيهِ من طول الْمعدة بِحَسب مَا ينقص عَن هَذِه الْأَعْضَاء وَأما من جف جرم فُؤَاده جفوفاً يَسِيرا فَإِنَّهُ يهرم سَرِيعا إِلَّا أَنه على حَال يعِيش أَكثر مِمَّن يكون من اليبس الَّذِي أنكأ فُؤَاده وتدبيرهم على حَال التَّدْبِير الَّذِي وَصفنَا من الترطيب من ظَاهر وباطن وَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن اليبس إِذا أزمن مَعَه الْبرد فَلْيَكُن غرضك فِي علاجهم الإسخان المعتدل فَإنَّك إِن أسخنت الَّذين قد نقصت رطوباتهم الَّتِي فِي تجاويف الجداول الصغار إسخاناً معتدلاً يَوْمَيْنِ مَعَ)
تحفظ التَّدْبِير احْتمل فِي الثَّالِث غذاءا أغْلظ وَفِي الرَّابِع وَالْخَامِس غذاءا أصلح.
وَقَالَ أَيْضا فِي حِيلَة الْبُرْء: إِن المزاج الْحَار الْيَابِس يمِيل الْبدن إِلَى النحافة والرياضة المسرعة وَالتَّدْبِير اللَّطِيف والأدوية الملطفة والهموم والأرق يَجْعَل المزاج أَشد حرارة ويبسا فيورث بذلك الهزال وَكَذَلِكَ الْإِحْضَار الشَّديد نافض من اللَّحْم جدا فَمن احتجت أَن تزيد فِي لَحْمه فاسقه من الشَّرَاب غليظاً وأطعمه مَا يُولد دَمًا غليظا ورضه رياضة فِيهَا إبطاء من الْحَرَكَة وادلكه دلكا معتدلا وَافْعل بِهِ فِي الْجُمْلَة مَا تفعل بِمن تُرِيدُ إهزاله على مَا ذكرنَا هُنَاكَ وينفعهم الطلى بالزفت فِيمَا بَين كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة مرّة فَإِن هَذَا دَوَاء نَافِع من التزييد اللَّحْم وَكَذَلِكَ مَتى عرضت هَذِه الْعلَّة فِي عُضْو وَاحِد فاطله بِهَذَا الدَّوَاء فَإِن هَذَا بليغ فِي أَكثر مَا تريده من جَمِيع من تُرِيدُ أَن يتزيد لَحْمه وَذَلِكَ أَنه يسخن ويرطب بِسَبَب أَن يجتذب دَمًا كثيرا وَلذَلِك يَنْبَغِي لنا أَلا ندمن اسْتِعْمَاله فِي الْأَبدَان العبلة وَلَا إِذا كَانَ مَوضِع يَنْبَغِي لنا أَن نَسْتَعْمِلهُ فِيهِ فَيَنْبَغِي لنا أَلا نَسْتَعْمِلهُ مَرَّات كَثِيرَة لَكِن حَسبنَا أَن نَسْتَعْمِلهُ فِي الشتَاء مرَّتَيْنِ ألف ب وَفِي الصَّيف مرّة وَاحِدَة تعين فِي كل علاج يعالج بِهِ فَأَما من قد ولد وَشَيْء من أَعْضَائِهِ هزيل فَإِن النخاسين يداوونه بِهَذَا الدَّوَاء مَعَ تلذيع خَفِيف تلذعونه بِالضَّرْبِ بقضيب مستو أملس مدهون وللضرب مِقْدَار معتدل بِهِ ملاك الْأَمر وَالْعَمَل كُله وَهُوَ مِقْدَار مَا ينتفخ بِهِ الْجِسْم وَقيل أَن يضمر وَلذَلِك يجب فِي كل عُضْو تُرِيدُ الزِّيَادَة فِي لَحْمه أَن تدلكه وتصب عَلَيْهِ ماءا حارا أَو تلذعه بِالضَّرْبِ حَتَّى ينتفح وَتمسك عَنهُ إِذا أَخذ ينتفخ على الْمَكَان قبل أَن يَأْخُذ فِي التَّحْلِيل فَإِن جَمِيع مَا يسخن من شَأْنه أَن يحلل مَا ينجذب إِلَيْهَا إِن طول وابطئ من تسخينه وَقد رَأَيْت رجلا من النخاسين وَقع إِلَيْهِ غُلَام نَاقص الإليتين فَزَاد فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute