وَأكْثر من يحدث لَهُ الْخراج يكون وَجهه فِي مَرضه أَحْمَر مفرطا وَيكون مِمَّن لَونه أَبيض.
قَالَ ج: وَأَنت تَجِد بِالْحَقِيقَةِ الْوَجْه بَاقِيا على الْحمرَة فِي أَكثر مَرضه سليما ويدمن وَهَؤُلَاء هم الَّذين يخرج بهم الْخراج خَاصَّة فَإِن حمرَة الْوَجْه تكون أَزِيد إِذا كَانَ الْخراج مزمعا أَن يكون فِي أصل الْأذن وَيكون أظهر وَأبين إِذا كَانَ اللَّوْن بالطبع أَبيض وَذَلِكَ أَن الْأدم إِن كثر الدَّم فِيهِ لَا يظْهر كظهوره فِي الْأَبْيَض فجملة القَوْل على هَذَا: إِن الَّذين وُجُوههم مفرطة الْحمرَة ومرضهم طَوِيل عَظِيم يكون انقضاؤه بخراج اللَّهُمَّ إِلَّا يحدث رُعَاف فيستفرغ الْفضل الَّذِي كَانَ مزمعا أَن يحصل فِي بعض المفاصل.
فَأَما من كَانَت هَذِه حَاله وَلم يرعف أصلا أَو إِن رعف كَانَ قطرا يَسِيرا فَإِنَّهُ يخرج بِهِ خراج فِي مفاصله وَيكون الْوَجْه أَشد حمرَة.
وَإِن كَانَ الْخراج مزمعا أَن يكون فِي الأعالي إِذا بَقِي بعد الانقلاع أَعنِي انقلاع الْحمى أَن يكون عَطش واختلال الشَّهْوَة وضجر وتقلب وجفوف الْفَم وَنَحْو ذَلِك من أَعْرَاض الْمَرَض فإمَّا أَن)
يعاود الْمَرَض وَإِمَّا أَن يكون أأتمام إقلاعه بخراج.
الحميات الحادة يكون فِي الْأَكْثَر فِيهَا انْقِضَاء تَامّ ببحران استفراغ يجْرِي ظَاهرا وَأما الساكنة الهادئة فَإِنَّهَا تطول ثمَّ تسكن سكونا غير تَامّ وَتبقى مَعهَا أَعْرَاض ثمَّ تعاود أَيْضا فَيَأْتِي فِيهَا بحران ثَان رَدِيء يَأْتِي باندفاع الْفضل إِلَى بعض الْأَعْضَاء فَيكون حِينَئِذٍ الِانْقِضَاء تَاما.
بحران البلغم الزجاجي يكون كثيرا بالبول وَالْبرَاز الشبيه بالمنى إِذا حدث وَقت البحران ورم عِنْد الْأذن ثمَّ ضمر من غير أَن يتقيح فَإِن شَأْن الْحمى المعاودة وَرُبمَا عَادَتْ أَيْضا تِلْكَ الأورام وَرُبمَا عاودت بعد ذَلِك فِي المفاصل.
الْبَوْل الثخين يبطل كَون الخراجات فَإِن ساعد مَعَ ذَلِك رُعَاف فَهُوَ أولى أَن لَا يكون.
قَالَ: إِذا كَانَ وَجه النَّاقة متهيجا تهيجا مائيا علمت الْعَوام فضلا عَن الْأَطِبَّاء أَن الْمَرَض سيعاود إِن لم يتحققوا فِي التَّدْبِير وأشاروا بالتحفظ وَحسن التَّدْبِير فإمَّا الطَّبِيب فَيجب إِذا رأى تهيجا يَسِيرا فِي الجفن الْأَعْلَى أَن يسْتَدلّ على معاودة الْمَرَض وخليق أَن يكون.
هَذَا الورم إِنَّمَا يكون لضعف الْحَرَارَة الغريزية كَمَا يعرض لجثث الْمَوْتَى وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَعْضَاء أبقراط قَالَ: الأورام الَّتِي تبقى فِي الجفن الْأَعْلَى وَقد ضمر مَا حولهَا من الورم فِي الْوَجْه تدل على معاودة الأورام الَّتِي فِي طول الجفن ولونها إِلَى الْحمرَة وَهِي مَعَ ذَلِك صلبة جدا سمجة جدا تدل على الْقُوَّة.
الأخلاط قَالَ: اللمع الَّذِي يرَاهُ الْإِنْسَان قُدَّام عَيْنَيْهِ يدل على كَثْرَة الأخلاط فِي الْموضع الَّذِي بَين الجليدي والقرني.