للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لي: يجب أَن تتفقد الْأَبدَان الَّتِي يكون البحران فِيهَا نَاقِصا وَالَّتِي قد نقهت بِلَا بحران وفيهَا بَقِيَّة من الْمَرَض فَإِن كَانَت الطبيعة مقصرة فِي دفع تِلْكَ الْبَقِيَّة هيجتها لذَلِك بعد أَن تتحرى أَن يكون إِلَى أوفق الْمَوَاضِع وبأوفق الْوُجُوه فتدعوها مرّة إِلَى أَن يكون خراج فِي بعض المفاصل وَمرَّة إِلَى فتح عروق المقعدة أَو الطمث أَو الْبَوْل أَو اخْتِلَاف أَو غير ذَلِك.

فَإِن رَأَيْت الطبيعة قد تحركت لدفع ذَلِك الْفضل إِلَى عُضْو خطير لَا يجب أَن ينْدَفع إِلَيْهِ احتلت أَلا تدفع إِلَيْهِ بتقوية ذَلِك الْعُضْو وإمالة الْمَادَّة عَنهُ إِلَى نَاحيَة أُخْرَى وتحر أَن يكون الْخَلْط الَّذِي تميله إِلَيْهِ بَعيدا لِأَن ميل الأخلاط إِلَى هُنَاكَ وعَلى أَن ميلها إِلَى مَا بعد من هُنَاكَ عسر.

وَإِذا رَأَيْت أَيْضا أَن الْخَلْط الَّذِي تُرِيدُ أَن يستفرغ أَو الْخراج الَّذِي تُرِيدُ أَن يخرج لَيْسَ من النَّوْع الَّذِي مِنْهُ كَانَ الْمَرَض فَيجب أَن تمنع ذَلِك ويجتلب ذَلِك الْخَلْط.

لي: إِن كَانَ الْمَرَض حادا يشبه الصَّفْرَاء وَأَقْبل يدْفع خلطا بلغميا أَو خراجا فَيجب حِينَئِذٍ أَن تستفرغ أَنْت وتستدعي استفراغا صفراريا.

الْأَمْرَاض الحادة فِي أَكثر الْأَمر لَا يكون بحرانها إِلَّا فِي الْأَفْرَاد والمزمنة فِي الْأزْوَاج.

الْأَمْرَاض الحادة يكون البحران فِيهَا فِي الْأَكْثَر بالرعاف وَأما أقل مَا يكون الرعاف فَفِي الرَّابِع فَأَما فِي السَّابِع وَالْخَامِس فَيكون كثيرا جدا وَفِي الثَّالِث وَالتَّاسِع فَيكون متوسطا وَفِي الرَّابِع عشر قل مَا يكون الرعاف لِأَن الرعاف بحران الْأَمْرَاض الحادة وبحران الْأَمْرَاض الحادة يمِيل فِي الْأَفْرَاد أبدا.

قَالَ أَكثر مَا يكون الْمَوْت فِي أَيَّام البحران والأحوط للطبيب أَلا يجْزم بِالْمَوْتِ لَكِن يَقُول إِن الْعلَّة)

تصعب وَلَعَلَّه يتَخَلَّص.

قَالَ: إِن تفقدت وجدت بحران السَّابِع أقوى من جَمِيع الْأَيَّام الَّتِي قبله وَبعده ثمَّ بعده الرَّابِع عشر ثمَّ يَوْم الْعشْرين ثمَّ يَوْم الْأَرْبَعين.

قَالَ: نُقْصَان البحران إِنَّمَا يكون أبدا لِأَن الْمَرَض لم ينضج وَإِذا رَأَيْت عَلَامَات النضج مقصرة وعلامات البحران قَوِيَّة فَاعْلَم أَنه سَيَأْتِي بحران نَاقص وخاصة إِن جَاءَ فِي يَوْم غير باحوري.

وَرُبمَا عرص قبل البحران النافض والرعشة واختلاج شَدِيد واعوجاج بعض الْأَعْضَاء كَالْعَيْنِ وَأكْثر مَا يكون الْمَوْت فِي أَيَّام النوائب وَقد يكون فِي غَيرهَا إِلَّا أَنه قَلِيل إِذا دلّت الدَّلَائِل على الْمَوْت فَاجْعَلْ السن وَالْقُوَّة دَلِيلا على تَأَخّر الْمَوْت مثل الشَّاب الْقوي والضعيف على تقدمة مثل الصَّبِي وَالشَّيْخ.

إِنَّه رُبمَا كثر فِي بعض الْأَحْوَال خُرُوج الْبَوْل والعرق وَالْبرَاز من الْبدن وَلَا يكون ذَلِك

<<  <  ج: ص:  >  >>