للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

اخْتَلَط وَرَأَيْت قُوَّة الْحمى قد تزايدت وَرَأَيْت ظَاهر الْبدن قد سخن أَكثر مِمَّا كَانَ يسخن واحمر أَكثر مِمَّا كَانَ يحمر وَرَأَيْت بخارا حارا يرْتَفع من الْبدن لم يكن يرْتَفع فِيمَا قبل ذَلِك. فَإِن وجدت)

مَعَ هَذَا نبض الْعرق قد صَار موجيا ولان لينًا بَينا فليقو رجاؤك بالعرق.

فَأَما النبض الصلب فَيدل على الْقَيْء والنبض المشرف عَلامَة مُشْتَركَة لجَمِيع أنحاء الاستفراغ وَكَذَلِكَ النبض الْقوي.

فَأَما مَتى كَانَ النبض عَظِيما فَهُوَ يدل على حَرَكَة الطبيعة إِلَى ظَاهر الْبدن لَا إِلَى بَاطِنه وكل وَاحِدَة من هَاتين الحركتين تكون على ضَرْبَيْنِ: أما الْحَرَكَة إِلَى خَارج فبدم يجْرِي من المنخرين أَو من غَيرهمَا أَو بعرق وَالْحَرَكَة إِلَى دَاخل إِمَّا باخْتلَاف وَإِمَّا بقيء والنبض الموجي يَد على الْعرق والنبض الْعَظِيم فَقَط لَيْسَ بموجي يدل على الدَّم فَبِهَذَا الطَّرِيق يسْتَدلّ على حَرَكَة الطبيعة إِلَى خَارج الْبدن.

وَمَتى مَالَتْ الطبيعة إِلَى دَاخل ثمَّ لم تكن عَلَامَات الْقَيْء حَاضِرَة فالبحران يكون باخْتلَاف وَإِن كَانَت عَلَامَات الْقَيْء حَاضِرَة فالبحران يكون بالقيء وَإِن كَانَت عَلَامَات الْقَيْء حَاضِرَة وَتبين فِي الِاخْتِلَاف تزيد فالبحران يكون بهما جَمِيعًا.

ونبض الْعرق فِي أَكثر الْحَالَات من البحران يكون مُخْتَلفا وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ مَعَ البحران جهد عَظِيم إِلَّا أَن ذَلِك الِاخْتِلَاف يكون على أَكثر حالاته إِذا انصب إِلَى الْمعدة مرار فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك مَعَ مَا تظهر من عَلَامَات الْقَيْء يخْتَلف النبض فِي جَمِيع حالاته لما يُصِيب رَأس المريء والمعدة من اللذع والثقل من الشَّيْء الَّذِي سَالَ إِلَيْهِمَا.

وَأما عَلَامَات الْقَيْء فَهِيَ وجع الْفُؤَاد مَعَ صداع وَسدر مَعَ سَواد يتخيل للعين واختلاج الشّفة السُّفْلى ولعاب كثير يتحلب من الْفَم وَجَمِيع هَذِه الْأَشْيَاء يعرض إِذا اجْتمع فِي الْمعدة الكيموس من جنس الصَّفْرَاء اللذاع يلذع فَم الْمعدة وجذب المريء كُله إِلَى دَاخل وَإِلَى أَسْفَل وَلذَلِك تختلج الشّفة ويتحلب الرِّيق ويتخيل قُدَّام الْعين سَواد ويعرض السدر والدوار والصداع وَذَلِكَ يعرض بضربين: أَحدهمَا بخار مُرْتَفع من ذَلِك المرار إِلَى الرَّأْس وَالْآخر مُشَاركَة العصب للمعدة فِي الْأَلَم.

وَأما عَلَامَات الرعاف خَاصَّة فالشعاع أَمَام الْعين وَذَلِكَ من قبل حمرَة الدَّم وَمِنْهَا الغشاوة وَذَلِكَ لِأَن الدَّم إِذا ارْتَفع مِنْهُ شَيْء كثير دفْعَة سد طرق الرّوح وَمِنْهَا الدُّمُوع وَذَلِكَ يكون لِكَثْرَة مَا يسيل إِلَى الْعين كَمَا يكون فِي الرمد ولهذه الْعلَّة تحمر الْعين مَعَ الوجنة وَالْأنف ويحضر الرعاف وَأَيْضًا تمدد يعرض فِيمَا دون الشراسيف من غير وجع لِأَن هَذِه الْعلَّة أَيْضا تدل دلَالَة)

قَوِيَّة على ميل الدَّم إِلَى النَّاحِيَة الْعَالِيَة وَكَذَلِكَ تغير النَّفس فَإِنَّهُ أَيْضا إِنَّمَا يعرض عِنْد مُرُور الدَّم فِي الصَّدْر فَإِن كَانَ تمدد مَا دون الشراسيف مَعَ وجع يلين ذَلِك لم يدل على رُعَاف كَائِن لكنه دَال على ورم حدث فِي الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا التمدد.

<<  <  ج: ص:  >  >>