للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ: رطبهم بِكُل حَال وانطل على رؤوسهم واجتهد أَن يَنَامُوا بعد الْغذَاء واسعط بدهن بنفسخ وقرع.)

وَقَالَ: كل حمى تبقى عشْرين يَوْمًا لَا تفترا فَإِنَّهَا تبقى سنة.

قَالَ: جهال الْأَطِبَّاء ألف هـ إِذا رَأَوْا هَؤُلَاءِ تهيج بهم حرارة إِذا أكلُوا حسبوا أَن الْأكل يفعل ذَلِك فيمنعونهم الْأكل فيهلكونهم.

قَالَ: وَهَؤُلَاء يحْمُونَ من الطَّعَام وَلَا يحْمُونَ من المَاء.

الطَّبَرِيّ: عَلامَة الدق أَن تبقى الْحمى بِحَالِهَا ويهيج مَعهَا سعال فَإِذا غارت الْعين أَو تفتحت عِنْد النّوم واخضر اللَّوْن مَعَ غَيره ولطئ الصدغ جدا وامتدت جلدَة الْجَبْهَة وَثقل الجفن وخلت عروقه من الدقم فاهرب من علاجه.

وينفع حمى الدق إِذا لم يكن هُنَاكَ شَيْء آخر من عفن اللَّبن الرائب الْمُصَفّى من الزّبد لبن الْبَقر عشرَة دَرَاهِم وزد حَتَّى يبلغ ثَلَاثِينَ درهما مَعَ أَقْرَاص الطباشير وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك فِي الْبدن عفونة فاسقة مَاء الشّعير مَعَ السراطين ويغتذي بالبقول ويستنقع فِي آبزن مَاء عذب قد طبخ فِيهِ خس وقرع ويمرخ بدنه بقيروطي بعد ذَلِك وبدهن بنفسخ وَيُعْطى تيناً وَعِنَبًا أَبيض وَيلْزم الدعة.

اهرن: هَذِه الْحمى لَا تحْتَاج إِلَى نفض كَمَا تحْتَاج إِلَيْهِ الحميات وَلَا إِلَى مَا يلطف وَيفتح السد كَمَا يحْتَاج فِي بعض حمى يَوْم لَكِن إِلَى مَا يبرد حرهَا ويرطب يبسها لِأَنَّهَا سوء مزاج حَار يَابِس بِلَا مَادَّة وَأما المرطبات كَمَاء الشّعير وَلبن الآتن والفواكه الْبَارِدَة الرّطبَة وَالْغسْل الدَّائِم بِالْمَاءِ العذب الفاتر والمرخ بالدهن والأغذية الرّطبَة السريعة الهضم فَإِنَّهَا إِن كَانَت مبتدئة بَرِئت سَرِيعا وَإِن كَانَت بَالِغَة احتجت أَن تديم ذَلِك وتصبر عَلَيْهِ حَتَّى تَبرأ وَلَا تمل وَلَا تضجر من طول العلاج وَأعظم علاجه أَن يكون الْهَوَاء الْمُحِيط بِهِ طيبا وَتجْعَل حوله المَاء والرياحين الْبَارِدَة.

الْإِسْكَنْدَر: من كَانَ بِهِ دق بِلَا ورم أَو ورم حَار فاسقه المَاء الْبَارِد فِي الْغَايَة وَمن كَانَت بِهِ عفونة حميات بلغمية أَو ورم بَارِد فَلَا تسقه مَاء بَارِدًا لَكِن دبره تدبيراً معتدلاً. وَإِذا كَانَت الْقُوَّة جَيِّدَة والهضم كَذَلِك وَالْبدن لحمى والدق ملتهبة جدا بِقدر مَا يُمكن فِيهَا وتولدت عَن حميات وَأَسْبَاب جَارة فَلَا تعطه مَاء بَارِدًا كثيرا لِأَنَّهُ يُطْفِئ الْحَرَارَة الغريزية وَيصير الْمَرِيض إِلَى الذبول فَإِن كَانَت حرارته غير ملتهبة فاسقه بِرِفْق قَلِيلا قَلِيلا.

قَالَ: وَمن لم تستطع أَن تسقيه مَاء بَارِدًا وحرارته شَدِيدَة فضمده بقيروطى دهن ورد مشوبة بِمَاء الشّعير أَو بِبَعْض مَا ألف هـ أشبهه أَو مَاء بَارِد وَلَا تَدعه يطول مكثه عَلَيْهِ حَتَّى يسخن كثيرا لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يرخى الْمعدة ويضعف الْقُوَّة لَكِن بدله أَو برده وأعده فَإِنَّهُ عَجِيب فِي)

إطفاء الْحَرَارَة وَالْمَنْع من الذبول وَلَا تسرع إِلَى تضميد الصَّدْر حَتَّى ترى الْحَرَارَة غَالِيَة جدا فَحِينَئِذٍ ضمده وامسح عَنهُ إِذا اسْتَغْنَيْت قَلِيلا قَلِيلا وتفقد لِأَنَّهُ يضر بِالنَّفسِ إِذا برد الصَّدْر جدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>