للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بتغذية الْبدن فَإِن الْغذَاء ينفذ إِلَى الْأَعْضَاء الَّتِي هُوَ أحْوج أَكثر. والعضو الْيَابِس مَا دَامَت فِيهِ حرارة فَإِنَّهُ يجذب فَإِذا برد لم يجذب وَصَارَ كالميت.

قَالَ: فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يكون الْغذَاء الَّذِي يتغذى بِهِ صَاحب الذبول سهل الانجذاب ليتم بِهِ تَقْصِير جذب الْأَعْضَاء والغذاء الَّذِي هُوَ كَذَلِك اللَّطِيف الْحَار وَهَذِه الأغذية أَكْثَرهَا قَليلَة الْغذَاء وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ إِلَى مَا يغذى غذَاء كثيرا إِلَّا أَن هَذِه لزجة غَلِيظَة بطيئة النّفُوذ وَلَا يُوجد غذَاء يَفِي بالغرضين. وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن تروم وجود مَا شَأْنه أَن يفعل هذَيْن بِمِقْدَار الطَّاقَة بِأَن تركب. وَأفضل الأغذية فِي هَذِه الْعلَّة اللَّبن وخاصة أَن امتص من ثدي امْرَأَة وَإِلَّا فلبن الأتن وَهُوَ حَار. وَلَيْسَ ينفع هَذَا نفس الذبول الْبَارِد فَقَط لَكِن ولانجمادى والمخشف وَفِي هذَيْن)

الصِّنْفَيْنِ اسْتعْمل من الأغذية الْبَارِدَة فِي الذبول ألف هـ الْبَارِد مَا كَانَت لَهُ حرارة وَأما الْعَسَل فَمن انفع الْأَشْيَاء فِي الذبول الْبَارِد وأضره فِي الْحَار وَمن يتخوف عَلَيْهِ أَن يَقع فِي الذبول الْبَارِد فَإِنَّهُ انفع الْأَشْيَاء لَهُ. وَأما من يتخوف عَلَيْهِ أَن يَقع فِي الذبول الْحَار الخشف فَمن أضرّ الْأَشْيَاء فَأَما أَصْحَاب الذبول الانجمادي فأعطهم الْعَسَل إِذا لم تمنع من ذَلِك حَال الْمعدة بعد أَن تغليه من سَائِر الأغذية أَو وَحده. وَأما الْحمام فنافع على مَا وَصفنَا وَاسْتَعْملهُ فِي أوقاته فِي إِنْفَاذ الْغذَاء وترطيب الْبدن وَلَا تستعمله سَاعَة يَأْكُل لِأَنَّهُ يمْلَأ الْبدن خلطانياً وَلَا بعد الهضم بِمدَّة طَوِيلَة لِأَن حِينَئِذٍ تسْقط الْقُوَّة وَاسْتَعْملهُ فيهم بعد الهضم.

فَأَما الشَّرَاب فينفع فِي الذبول الْبَارِد جدا وَأما فِي الْحَار فاهرب مِنْهُ. وَأما فِي الأنجمادي فمتوسط لِأَن هَذِه الْعلَّة متوسطة مركبة فَمرَّة يغلب فِيهَا على الْبدن الْبرد وَبطلَان النبض وَبِالْجُمْلَةِ خَواص الغشي وَمرَّة يغلب فِيهَا الْحَرَارَة والنبض الشبيه بنبض أَصْحَاب الذبول المخشف فَيَنْبَغِي أَن يكون تغيرك لعلاجها بِمَنْزِلَة تغيرها فَإِذا حدث الغشي سقيته الْخمر وأعطيته أغذية سريعة الهضم وكثفت بدنه وَجمعته وَإِذا زَالَ ذَلِك كُله وَرجعت عَلَامَات الذبول المخشف فعلت ضد ذَلِك فبردته ورطبته.

من كتاب سوء المزاج الْمُخْتَلف قَالَ: حمى دق لَا يحسها صَاحبهَا لِأَن المزاج الرَّدِيء فِيهِ قد استولى على الْبدن كُله واستوى فِيهِ والحس إِنَّمَا يكون بالتغاير.

الْخَامِسَة عشرَة من النبض قَالَ: مَا يخص الدق أَلا يتَبَيَّن للحمى ابْتِدَاء وَلَا صعُود وَلَا انحطاط لَكِن يكون أبدا بِحَال وَاحِدَة وَألا يحس أَصْحَابهَا بِأَنَّهُم محمومون ونبضهم وَإِن لم يبْق لَهُم فِيهِ عظم فَإِنَّهُ يكون فِيهِ سرعَة لِأَن سرعَة النبض خَاص لجَمِيع الحميات.

الأولى من السَّادِسَة: الحميات المحرقة الَّتِي يغلب فِيهَا على الثّقل مرّة صفراء أَو دسومة فَإِن لم تدركها بغاية الترطيب والتبريد أوقعت إِنْسَان فِي الدق.

الْيَهُودِيّ قَالَ: كل حمى تبقى أسبوعاً خُفْيَة فاترة لَازِمَة شَيْئا وَاحِدًا لَا تزيد وَلَا تنقص فَهِيَ دق فَإِن تمت أسبوعين فقد تشبثت وَإِن بقيت ثَلَاثَة أسابيع بِهَذِهِ الْحَال فقد رسخت وتمكنت.

<<  <  ج: ص:  >  >>