ودبر الْأَبدَان الرّطبَة تدبيراً أجف فِي سَائِر أَوْقَات السّنة وَكَذَا فَافْهَم فِي الكيفيات الْأُخَر.
قَالَ بواس: وَيسْتَعْمل الأصحاء فِي السّنة فِي الْأَشْهر الشتوية الْقَيْء لِأَن البلغم حِينَئِذٍ أَكثر مِنْهُ فِي الصَّيف والأمراض الْعَارِضَة فِيهِ تحدث فِي نواحي الرَّأْس والمواضع الَّتِي فَوق الْحجاب فَأَما فِي الصَّيف فأسهل لِأَن الْغَالِب على الْبدن حِينَئِذٍ المرار وَيحدث فِيهِ ثقل فِي الْبَطن والركبتين والمغص فَيجب أَن يبرد الْبدن ويحط مَا يرْتَفع مِنْهُ إِلَى أَسْفَل.
قَالَ ج: إِذا أردْت أَن تستفرغ الْبدن كُله فافعل ذَلِك فِي الصَّيف من فَوق وَفِي الشتَاء من أَسْفَل كَمَا قيل فِي الْفُصُول.
وَإِذا أردْت أَن تمنع الْفضل من الرئة فاستفرغ من ضد الْجِهَة فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تستفرغ المرار فِي الصَّيف بالإسهال ليمنع من طفوه فِي الْمعدة والبلغم فِي الشتَاء من فَوق ليمنع أَن يبْقى فِي الأمعاء مِنْهُ شَيْء.
بونيوس فِي العلاج: الْمَوَاضِع الْقَرِيبَة من حر الْبَحْر أصح من غَيرهَا فِي الْأَكْثَر وَكَذَا الَّتِي فِي الْجبَال والمائلة إِلَى الْجنُوب وَإِلَى الْمغرب فَإِنَّهَا وبئية والمواضع الجبلية الْعَالِيَة أصح من غَيرهَا وَاجعَل أَبْوَاب المساكن وكواها شرقية لِأَن الرِّيَاح الَّتِي تهب من الشرق أصح من غَيرهَا وحرارة الشَّمْس تلطف الْهَوَاء الغليظ الكدر وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعنى ببسط ضوء الشَّمْس فِي الْمسكن كُله فَإِنَّهُ يلطف هواءها الغليظ وَتَكون مُرْتَفعَة وَلَا يكون الْمسكن مُقَابل الْجنُوب لِأَنَّهَا ريح حارة رطبَة مُخْتَلفَة الطَّبْع تهيج أمراضاً كَثِيرَة وَيَنْبَغِي أَن تعنى فِي الصَّيف بِأَن يكون بِقرب الْمنَازل مَاء عذب نظيف كثير فَإِن البخار الْكثير العذب الرطب المتصاعد مِنْهُ الْكثير يطفىء حرارة الصَّيف ويرطب اليبس ويضاد النارية مضادة كَافِيَة.)
قَالَ: وَلَا يكون قيام هَذَا المَاء فِي مَكَان فِيهِ قذر وَبَوْل بل يكون مَاء نظيفاً كثيرا.
لى: هَذَا مُمكن إِن يكون أَيْضا برك فِي الْبَيْت فَأَما هُوَ فَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِ النقائع الْكِبَار.
الِانْتِقَال من مَكَان جيد إِلَى مَكَان رَدِيء يمرض سَرِيعا ولانتقال من رَدِيء إِلَى جيد لَا يمرض.
الْمَوْت السَّرِيع: قد يعرض فِي السنين الْكَثِيرَة الرُّطُوبَة حمى وحرارة مزمنة واستطلاق ونزف دم الْحيض والقروح والعفن والصرع والقلاع وَفِي السنين الْيَابِسَة أوجاع الرجلَيْن والمفاصل والسل وعسر النَّفس وأوجاع الأمعاء.
وَأما فِي أول الصَّيف فَأن الصّبيان يصحون وَيصِح الشُّيُوخ فِي القيظ والخريف. والشباب فِي الشتَاء وَقد تكْثر الْأَمْرَاض خَاصَّة فِي نيسان فَأَنَّهُ رُبمَا عرضت أمراض مُخْتَلفَة شَدِيدَة.
قَالَ: وَأما الرِّجَال وَالصبيان فَإِذا غلت دِمَاؤُهُمْ لى: يعْنى رقت وانبسطت كالحال فِي