ليس فيهم من يسأل عنه غير محمد بن إسحاق وإنما عيب عليه التدليس وقد صرح بالتحديث. فالحديث حسن على أقل الأحوال وهو صريح في اقتصاره على التشهد فقط إذا جلس في التشهد الأول ويشهد له الحديث المشار إليه وهو حديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الركعتين كأنه على الرضف. وهو وأن كان منقطعًا لكنه إذا انضم إلى الحديث الذي قبله دل على ثبوته، ويشهد له أيضًا ما رواه أبو يعلى كما في مجمع الزوائد (٢: ١٤٢) عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يزيد في الركعتين على التشهد. قال الهيثمي. رواه أبو يعلى من رواية أبي الحويرث عن عائشة والظاهر أنه خالد بن الحويرث وهو ثقة.
وبقية رجاله رجال الصحيح. فهذه الروايات إذا ضم بعضها إلى بعض أفادت أن للحديث أصلاً وهو صريح الدلالة على ما قاله ابن القيم رحمه الله: وأما ما ذكره من حديث عائشة الذي رواه أبو عوانة فهو من رواية قتادة وهو مدلس ولم يصرح بالتحديث في صحة الحديث الذي لم يصرح فيه قتادة بالتحديث كما تقدم في كلامه على حديث عبد الله بن سرجس نهى أن يبال في الجحر. ومسلم وإن كان روى هذا الحديث كما قاله لكنه لم يذكر ما ذكره أبو عوانه وهو الشاهد من الحديث فيتوقف في ثبوته إلى أن يوجد ما يدل على سماع قتادة لهذه الزيادة. والله أعلم.
٢٨٧- ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم ذكر معين بين التكبيرات ولكن روى الطبراني والبيهقي بسند قوي عن ابن مسعود من قوله وفعله أنه كان يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.