للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الموضع، لا مجرد الصيغة؛ لأنه ما جرت العادة أن الولاية وما يجري مجراها لا تنتقل إلا إلى واحد فقط.

وأما قوله إنك إذا أخرت احتمل توقيع الكلام على غيرك فضعيف، وقد تكلمنا عليه في تقديم المفعول.

١٠٥- قال المصنف: فأما إذا كان الكلام نفيا فقد يتقدم الرف ويكون القصد به تفضيل المنفي على غيره، كقوله تعال: {لا فِيهَا غَوْلٌ} والمراد تفضيلها على خمور أهل الدنيا.

وقد يتأخر الظرف ويكون القصد به النفي فقط لا التفضيل كقوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيه} .

فإن القصد في إيلاء حرف النفي الريب نفي الريب عنه، وإثبات أنه حق ليس كما يزعم المشركون، ولو أولاه، الظرف وقال لا فيه ريب لكان قد قصد أن كتابا آخر فيه الريب لا في هذا الكتاب، كما قلنا في قوله: {لا فِيهَا غَوْلٌ} قال ومثل ذلك أن يقال لا عيب في الدار، ويقال لا فيها عيب، في أن الأول يقتضي نفي العيب عن الدار فقط، والثاني يقتضي تفضيلها على غيرها، أي ليس فيها ما في غيرها من العيب١.


١ المثل السائر: ٢/ ٢٢٥.

<<  <   >  >>