للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في كل موضع إلا الواو والألف, فإنهما لا تُزَادان أولا١, أما الواو فقد ذكرنا العلة في أن لم تزد أولا١. وأما الألف, فإنها إنما امتنعت من أن تزاد أولا؛ لأنها ساكنة والابتداء بالساكن ممتنع غير جائز.

وقوله: وهمزة التأنيث: اعلم أنه قد صرح في هذا الموضع بأن علامة التأنيث هي الهمزة في الحقيقة وهو الصواب، وليس كما يقول من يزعم أن المدة علامة التأنيث؛ لأن هذا كلام غير محصّل، وذلك أن المدة إنما هي الألف التي٢ قبل الهمزة, وعلامة التأنيث لا تكون في وسط الكلمة, إنما تكون آخرها٣ نحو "حَمْدَة وحُبْلَى".

فإن قيل: ما تنكر أن تكون٤ الألف والهمزة جميعا علامة التأنيث, كما تقول: إن الياءين في نحو: "زيديّ وبكريّ" علامة النسب؟

قيل: هذا ممتنع؛ لأنا لم نر علامة تأنيث غير هذه تكون على حرفين, إنما هي حرف واحد نحو الهاء في "طلحة" والألف في "حبلى".

فإن قيل: فإن سيبويه يقول في مواضع من "الكتاب": فعلتَ بألفي التأنيث وصنعتَ بهما٥، يعني: هذه الألف والهمزة؟

قيل: إنما قال هذا؛ لأن هذه الهمزة لما كانت لا تنفكّ من كون هذه الألف قبلها وهي مصاحبة لها وغير مفارقة، أطلق هذا اللفظ عليهما٦ تجوزا.


١، ١ ساقط من ظ، ش, وسقوطه يفسد المعنى.
٢ التي: ساقط من ظ، ش.
٣ ظ، ش: آخرا.
٤ ظ، ش في موضع "تكون" ما يأتي: "تقول: إن".
٥ ظ: بها, وهو خطأ.
٦ ظ، ش: عليها، بضمير المفردة.

<<  <   >  >>