للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويدل على أن الهمزة وحدها عَلَم التأنيث، أنك إذا جمعت مثل "صحراء، وخنفساء" بالألف والتاء فإنما١ تغير الهمزة وحدها وتدع الألف بحالها, وذلك قولهم: "صَحْراوات، وخُنْفُساوات" فقلبك الهمزة في هذا الجمع نظير حذف التاء من طلحات؛ لئلا يجتمع في الكلمة علامتا تأنيث.

ولو كانت الألف قبلها داخلة معها في أنها علامة تأنيث, لوجب تغييرها في الجمع كما وجب تغيير الهمزة لما كانت علامة تأنيث، فتركتهم الألف بحالها.

وتغييرهم الهمزة، دلالة على أن الهمزة وحدها علامة التأنيث.

انقلاب همزة التأنيث عن ألفه:

وينبغي أن يعلم أن هذه الهمزة إنما هي منقلبة عن ألف التأنيث التي في نحو "حبلى، وبشرى", ولكنها لما وقعت بعد ألف قبلها زائدة, وجب تحريكها لئلا يلتقي ساكنان فقلبت همزة. وهذا مذهب سيبويه وهو الصحيح. ويدل على صحته, وأن٢ هذه الهمزة منقلبة عن ألف التأنيث المفردة، أنك إذا أزلت الألف من قبلها بقلبها، خرجت هي عن الهمزة. وذلك قولهم في جمع٣ "صحراء: صحارِي", فهذه الياء٤ الأولى المدغمة٤ هي الألف التي كانت قبل الهمزة في "صحراء" انقلبت٥ في الجمع لانكسار ما قبلها, كما تنقلب في جمع مفتاح وغِرْبال إذا قلت: مفاتيح، وغرابيل. فلما انقلبت الألف إلى الياء


١ ظ: وإنما. ش: إنما.
٢ ظ، ش: أن.
٣ جمع: ساقط من ظ، ش.
٤، ٤ ظ، ش: الأولى التي هي المدغمة.
٥ انقلبت ياء: مكرر في ظ.

<<  <   >  >>