طريق العلا إلّا عليك حرام … وكلّ مديح غير مدحك ذام
وكلّ سرىّ للمكارم منسم (١) … وأنت لها دون الأنام سنام
وما نال غايات المنى من مسوّد … همام وقد عزّت هناك همام
وجئت إماما سابقا كلّ سابق … إليها وإن صلّى فأنت إمام
إليك ثنيت العيس تضرب إبطها … حداها عراق باعث وشآم
حراجيج (٢) تجتاب المهاوى وحدها … تساوت ذراها عندها وأكام
تعزّ بصبر أيّها الحرّ إنّما … بك الكلّ مؤتمّ وأنت إمام
ولا تجزعن يفديك كلّ معظّم … ويفدى كراما بالنّفوس كرام
/ ولو كان فيض العين يبرد غلّة … لسالت دموع لا تجفّ سجام
ولكنّها الموت المفرّق منهل … وبالحىّ من كلّ إليه أوام
وقال الشّيخ رشيد الدّين: أنشدنى لنفسه [قوله]:
أحد عينان ذات المبسم الرئل (٣) … فجدّ وجد محبّ واله وهل
جفاه لمّا جفاه النّوم آونة … إذ ليس متّصلا إلّا بمتّصل
تواصل الهجر فيه فهو متّصل … بالسّقم منه اتّصالا غير منفصل
سباه مبسمها السّامى فدلّهه … فمرّ فى حاله كالشّارب الثّمل
أقوت (٤) قواه بجيد زانه جيد … عطبولة (٥) لو رأتها العصم (٦) لم تبل
(١) فى الخطط: «ميسم».
(٢) الحراجيج: جمع حرجوج- بضم الحاء المهملة- الناقة الطويلة، وقيل: الضامرة، وفى الحديث: «قدم وفد مذحج على حراجيج»؛ انظر: الجمهرة ٢/ ٥٤، والصحاح/ ٣٠٦، والنهاية ١/ ٢١٤، واللسان ٢/ ٢٣٥، والقاموس ١/ ١٨٣.
(٣) فى ا و ج: «الرمل»، وهكذا ورد هذا البيت فى الأصول.
(٤) أقوت قواه: أضعفته من: أقوى الرجل: إذا نفد زاده، وأقوت الدار: إذا خلت وأقفرت؛ انظر: الصحاح/ ٢٤٦٩، واللسان ١٥/ ٢١٠.
(٥) العطبولة والعطبول والعطبل: الجميلة الفتية الممتلئة طويلة العنق؛ انظر: اللسان ١١/ ٤٥٦.
(٦) العصم: جمع أعصم، والأعصم من الظباء: ما كان فى ذراعه بياض؛ انظر: اللسان ١٢/ ٤٠٥.