للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشرطُ يغني عن جواب قد عُلم١

واشترط البصريون، والفراء لحذف الجواب مع وجود الدليل مضيَّ الشرط لفظاً أو معنى.

فالأول مثل: أنت ظالم إن فعلت. والثاني: ما كان فعلاً مضارعاً مقروناً بـ"ل" نحو: أنت ظالم إن لم تفعل، فلا يجوز: أنت ظالم إن تفعل٢.

ومذهب الكوفيين - ما عدا الفراء - جواز كون الشرط مضارعاً غير منفي بـ"لم" قياساً.

واستدلوا بقول الكميت بن معروف الأسدي:

لئن تك قد ضاقت عليكم بيوتكم ... ليعلم ربي أن بيتي واسعُ٣

فجاء بجواب القسم المقترن باللام وهو قوله: "ليعلم ربي"، وحَذَف جواب الشرط مع كون فعل الشرط - وهو قوله: "تك" - مضارعاً غير منفي بـ"لم".

كما استدلوا بقول الشاعر٤:

يُثني عليك وأنت أهلُ ثنائه ... ولديك إنْ هو يستزدك مزيدُ٥


١ الألفية ص ٥٢.
٢ انظر: المقتضب٢/٧١، توضيح المقاصد٤/٢٦٥،٢٦٦، أوضح المسالك٤/٢٢١، شرح الأشموني ٤/٣٠.
٣ البيت من "الطويل".
وهو في: معاني القرآن ١/٦٦، ٢/١٣١، المساعد ٣/١٦٤، المقاصد النحوية ٤/٣٢٧، التصريح ٢/٢٥٤، شرح الأشموني ٤/٣٠، الخزانة ١٠/٦٨، ١١/٣٣١.
٤ انظر: توضيح المقاصد ٤ / ٢٦٦، التصريح ٢ / ٢٥٤، شرح الأشموني ٤ / ٣٠.
٥ هو عبد اللَّه بن عَنَمة بن حرثان الضبّي. من شعراء المفضليات. شاعر مخضرم. وشهد القادسية في الإسلام سنة ١٥هـ. (الإصابة ٢/٣٤٧، الخزانة ٨/٤٧١، ٤٧٢) .

<<  <   >  >>