للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم لأُبيّ بن كعب١ لما سأله عن اللقطة: "فإن جاء صاحُبها وإلاَّ استمتع بها"، أي فإن جاء صاحبها فردها إليه وإن لم يجيء فاستمتع بها٢.

والمذهب الأول هو الراجح لدي. أمَّا ما ورد في الحديث فقد أخرجه البخاري مرتين، الأولى بإثبات الفاء: "وإلا فاستمتع بها"٣ وكذا في صحيح مسلم في كتاب "اللقطة"٤، والترمذي في كتاب "الأحكام"٥.

والأخرى برواية: "وإلا استمتع بها" بإسقاط الفاء٦.

أما حذف جواب الشرط فيجوز إذا كان ثمَّ قرينة نحو قوله تعالى: {وَإنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إعْراضُهُمْ} ٧، تقديره: فافعل. وقوله: {أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ} ٨ أي تطيرتم.

وهو كثير في لسان العرب عندما يدل دليل على حذفه نحو: "أنت ظالم إن فعلت" تقديره: أنت ظالم إن فعلت فأنت ظالم٩.

قال ابن مالك في الألفية:


١ هو أُبيُّ بن كعب بن قيس بن عبيد وكنيته أبو المنذر. وهو من كتّاب الوحي، وأقرأ الصحابة. شهد بدراً، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
توفي بالمدينة سنة ٢١هـ في أشهر الأقوال.
(صفة الصفوة ١ / ٤٧٤ - ٤٧٧، تذكرة الحفاظ ١ / ١٦، ١٧، غاية النهاية ١ / ٣١) .
٢ انظر: شرح الألفية لابن الناظم ٧٠١، ٧٠٢.
٣ صحيح البخاري. كتاب اللقطة (١) ٣ / ٢٤٩.
٤ صحيح مسلم. كتاب اللقطة (٩) ٣ / ١٣٥٠.
٥ الجامع الصحيح. كتاب الأحكام (٣٥) ٣ / ٦٥٨.
٦ صحيح البخاري. كتاب اللقطة (١٠) ٣ / ٢٥٤.
٧ من الآية ٣٥ من سورة الأنعام.
٨ من الآية ١٩ من سورة يس.
٩ انظر: شرح الكافية الشافية ٣ / ١٦٠٨، الارتشاف ٢ / ٥٦٠، شرح ابن عقيل ٤ / ٤٢.

<<  <   >  >>