للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم ... إذ أثقل الأعناق حمل المغارم ومن غريب البديهية خبر حبيب، مع الكندي يعقوب، وقد أنشد احمد ابن المعتصم قوله:

إقدام عمرو في سماحة خالد ... في حلم أحنف في ذكاء إياس فقال له الكندي: ما صنعت شيئا فإن الأمير أفضل مما ذكرت، وما هؤلاء وقدرهم - فأطرق ثم قال:

لا تنكروا ضربى له من دونه ... مثلا شرودا في الندى والباس

فالله قد ضرب الأقل لنوره ... مثلا من المشكاة والنبراس فتعجب من بديهته يومئذ لأنه كان رجلا مصنعا لا يجب أن يكون هذا في طبعه. وقد قيل أن الكندي لما خرج حبيب قال: أرى هذا الفتى يموت شابا لآن ذكاءه ينحت عمره كما يأكل السيف الصقيل غمده. فكان ذلك كذلك، مات وقد نيف على الثلاثين. وكان أبو الطيب كثير البديهية إلا أن شعره نازل فيه. وأهل الشعر في ذلك في سعة من العذر، إذ هو كما قال أبن الرومي:

نار الروية نار جد منضجة ... وللبديهة نار ذات تلويح

وقد يفضلها قوم لسرعتها ... لكنها سرعة تمضي مع الريح

<<  <  ج: ص:  >  >>