للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحادية عشرة: إذا أردت ان تبطل حس أيّ موضع شئت من بدن الإنسان،

فخذ من دماغ هذا الجمل مثقالاً، ومن سنامه مثقالاً، واخلطهما بشيء من ماء الزرع المعتصر، واجعل الجميع على نار لينة حتى يختلط الكل، فيشرب بعضه، ويطلى بعضه على الموضع، فإنه يبطل حسّ الموضع بالطلى.

الثانية عشرة: يؤخذ من لحمه وشحمه وسنامه رطل ونصف من الكل، ويعتصر ماء البصل الرطب، ويطبخ اللحم والشحم والسنام منه طبخاً يسيراً إلى أن يبقى من ماء البصل نصفه، ثم يطلى من تلك المرقة من به داء الثعلب على رأسه طليات عدة، ويدخل بعد ذلك الحمام فإنه يبرأ.

الثالثة عشرة: من اعتاده سهر مفرط فأخذ من دماغ هذا الجمل دانقين، ومن

شحم جوفه درهماً وأربعة دوانيق، ومن عظم العصعص نصف درهم، فخلط بعضها ببعض بالسحق، ثم صبَّ عليها يسيراً من خمر جيدة حديثة، وطلى منه على يافوخه وشمه، وطلى منه خياشيمه، أزال السهر عنه ونام.

الرابعة عشرة: متى قَطَعَ فخذ هذا الجمل مع ساقه وخفه، ونصبه في موضع ينتابه الوحش، نفر من ذلك الموضع الضباع والذئاب ولم تقربه، ويجب أن يُنْصَب والقمر مقارن المريخ ناقص الضوء.

٥٧٨ - وأما القطب الشمالي: فله خواص ذكرها مكلوشا وغيره.

الأولى: النظر إلى القطب الشمالي وإلى الدب الأصغر يشفي من الجرب في العين والرمد، وذلك بأن يقوم العليل ليلة الأحد إذا ظهرت النجوم بعد ساعتين من غيبوبة الشمس حيال القطب الشمالي والدب الأصغر، فيحدق اليهما، ويأخذ ميلاً من فضة مغموساً في عرق الورد الخالص، ويكتحل به صاحب العين الرمدة والجربة، ثم يقول: يا أهل عالم القطب الشمالي، ويا كوكب القطب الشمالي، اشفوا عيني من هذه العلة التي أنا متأذٍّ منها وعليل من أجلها، وأريحوني وارحموني يا رحماء، واقلعوا هذا الجرب وهذا الرمد من عيني هذه التي هي ضيائي بين أبناء البشر، يقول هذا وهو يكحلها بالميل بعرق الورد، وينظر إلى القطب وإلى الكواكب التي حوله، يفعل ذلك من ليلة الأحد إلى ليلة الأحد، يكتحل في كل ليلة ما أمكنه، وكلما كان الاكتحال أكثر كان أجود، فإن الجرب والرمد ينقلعان، إلاّ أنّ ذهاب الرمد أسرع من ذهاب الجرب.

<<  <   >  >>