للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثانية: النظر إلى هذا القطب وما حوله من الكواكب يشفي من اليرقان الشديد، وذلك بأن يقوم العليل حيال هذا القطب، وينظر إليه كأنه يتناول منه شيئاً، ثم يضع يده التي مدها على كبده ويقول: يا كوكب القطب الشمالي اشفني من علتي هذه آمين؛ وليبتدئ من ليلة الجمعة إلى ليلة الجمعة، وإن صعبت العلة فليقل الكلام ويضع يده اليسرى على كبده، ويتمرغ على الأرض سبع مراتٍ وعليه ثيابه، ثم يقوم عقيب كل مرة يتمرغ، ويضع يسراه على كبده ويقول الكلام، فإنه يستجاب له ويبرأ.

الثالثة: قالوا إن الأسد والببر والنمر والذئب إذا مرضت قامت حيال هذا القطب، وأطالت النظر إليه فشفيت، واللبوة إذا حملت أو نالها شيء، وربما بقيت ثلاثة أيام لا تأكل شيئاً، فتأتي إلى نهر فيه ماء جار له عين ينبع منها ماء، فتقوم في الماء إلى نصف ساقيها، وتنظر إلى القطب الشمالي فتبرأ من وجعها.

الرابعة: أيّ جرحٍ كان بإنسان أو خراج أو ورم وآذاه، فعمد إلى ذلك الموضع من بدنه، فصوَّر فيه صورة سمكة بزرقة أو خضرة، ونقط بدنها كلّه بنقط خضر وزرق، وقام بالليل حيال القطب الشمالي، ووضع في نفسه أنه يخاطب الكواكب المطبقة السبعة، فقال: أيتها الكواكب المقدسة الشمالية الباعثة بالروح والحياة إلى أبناء البشر، كفوا هذا الورم عن الزيادة واشفوني منه واعفوني غائلته وسوء عاقبته ويتفل على السمكة المصورة، يفعل ذلك ليالي أولها ليلة الأحد إلى ليلة الأحد المقبل، فإن الورم إما ان يقف وإما أن يزول بالكلية.

الخامسة: قالوا أكثر نفع هذين القطبين وما حولهما من الكواكب في شفاء العين، أما الباردة - رطبة كانت أو يابسة - فتعالج بالقطب الجنوبي بما ذكرناه من العلاج، وأما الحارة فإنها تعالج بالنظر إلى القطب الشمالي؛ وبالجملة فجميع العلل الباردة تعالج بالجنوبي، والحارة بالشمالي، وهذا قانون مطرد.

٥٧٩ - القول في الدراري السبعة:

اتفق المنجمون على توزيع كل ما في هذا العالم، من الألوان والطبائع والروائح والطعوم والخواص والأفعال والأخلاق وغيرها من الأحوال، على الكواكب السبعة المتحيرة، إلا أنهم قالوا: قلما ينفرد كوكب واحد بالدلالة على الشيء، وإنما يشترك فيه كوكبان أو أكثر، وذلك لوجود كيفيتين فيه، كالذي يكون لزحل بسبب

<<  <   >  >>