حتى أتوا جدثا كأنّ ضريحه ... فى قلب كلّ موحّد محفور
نبكى عليه وما استقرّ قراره ... فى اللحد حتى صافحته الحور
ومنها:
صبرا على المكروه [١] فيه تكرّما ... إنّ العظيم على العظيم صبور
ولكلّ مفجوع سواكم مشبه ... ولكلّ مفقود سواه نظير
وقال آخر:
كفى حزنا أنّى تخلّفت بعده ... أدور مع الباكين فى عرصاته
وصارت يمينى ما حلفت بقبره ... وكانت يمينى قبلها بحياته
وكنت أخاف الدّهر ما كان باقيا ... فلما تولّى مات خوفى على الدّهر
ولما دعوت الصبر بعدك والبكا ... أجاب البكا طوعا ولم يجب الصبر
وإن ينقطع منك الرجاء فإنه ... سيبقى عليك الحزن ما بقى الدهر
فو الله لو أسطيع قاسمته الرّدى ... فمتنا جميعا أو يقاسمنى عمرى
ولكنما أرواحنا ملك غيرنا ... فما لى فى نفسى ولا فيه من أمر
أحمّله ثقل التّراب وإننى ... لأخشى عليه الثقل من موطئ الذّرّ
وما انا بالوافى وقد عشت بعده ... وربّ اعتراف كان أبلغ من عذر
يا راحلا لم يبق لى ... من بعده فى العيش نفعا
[١] فى الديوان: «صبرا بنى إسحاق فيه تكرما» .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute