للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أنّ من أبقته ليس بخالد ... وليس امرؤ يرجو الخلود بعاقل

رأيت المنايا بين غاد ورائح ... فما للبرايا بين ساه وغافل!

ولم أر كالدنيا حبيبا مضرّة ... ولم أر مثل الموت حقّا كباطل

وقال الرّقاشىّ فى البرامكة:

ألان استرحنا واستراحت ركابنا ... وقلّ الذى يحدى ومن كان يحتدى

فقل للمطايا: قد أمنت من السّرى ... وطىّ الفيافى فدفدا بعد فدفد

وقل للمنايا: قد ظفرت بجعفر ... ولن تظفرى من بعده بمسوّد

وقل للعطايا بعد فضل: تعطّلى ... وقل للرزايا كل يوم: تجدّدى

ودونك سيفا برمكيّا مهنّدا ... أصيب بسيف هاشمىّ مهنّد

وقال آخر:

سأبكيك للدّنيا وللدّين، إننى ... رأيت يد المعروف بعدك شلّت

ربيع إذا ضنّ الغمام بمائه ... وليث إذا ما المشرفيّة سلّت

وقال عبد الله بن المعتزّ:

ألست ترى موت العلا والمحامد ... وكيف دفنّا الخلق فى قبر واحد

وللدّهر أيّام يسئن عوامدا ... ويحسنّ إن أحسنّ غير عوامد

وقال أبو الطيّب المتنّبى:

إنى لأعلم- واللبيب خبير- ... أن الحياة وإن حرصت غرور

ما كنت أعلم قبل دفنك [١] فى الثرى ... أن الكواكب فى التّراب تغور

خرجوا به ولكلّ باك حوله ... صعقات موسى يوم دكّ الطّور


[١] كذا فى ديوان المتنبى طبع مطبعة هندية سنة ١٨٩٨. وفى الأصل: «قبل تنزل فى الثرى» على حذف أن المصدرية.