ردّت صنائعه إليه حياته ... فكانه من نشرها منشور
فالناس مأتمهم عليه واحد ... فى كل دار رنّة وزفير
وقال ابن القزّاز المغربىّ:
سأبكيك لا أن البكا عدل لوعتى ... ولا أنّ وجدى فيك كفء تندّمى
وقلّ لعينى أن تفيض دموعها ... عليك ولو أنّ الذى فاض من دمى
وقال الخريمىّ
وأعددته ذخرا لكلّ ملمّة ... وسهم الرّزايا بالذخائر مولع
وإنى وإن اظهرت منّى جلادة ... وصانعت أعدائى عليه لموجع
ولو شئت أن أبكى دما لبكيته ... عليه ولكن ساحة الصبر أوسع
وقال أبو هلال العسكرىّ:
على الرغم من أنف المكارم والعلا ... غدت داره قفرا ومغناه بلقعا
ألم تر أنّ البأس أصبح بعده ... أشلّ وأن الجود أصبح أجدعا
فمرّا على قبر المسوّد وانظرا ... إلى المجد والعلياء كيف تخشّعا
فإن يك واراه التراب فكبّرا ... على الجود والمعروف والفضل أربعا
ولا تسأما نوحا عليه مكرّرا ... ونوحا لفقد العارفات مرجّعا
فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنّه بنيان قوم تضعضعا
ولا تحسبا أنّى أواريه وحده ... ولكنّنى واريته والنّدى معا
وقال أيضا:
ألست ترى موت العلا والفضائل ... وكيف غروب النجم بين الجنادل!
فما للمنايا أغفلت كلّ ناقص ... ونقّبن فى الآفاق عن كلّ فاضل!
على الرغم من أنف العلاسيق للرّدى ... بكل كريم الفعل حر الشمائل