ومن أحسن الرثاء قول حسين بن مطير الأسدىّ:
ألمّا بمعن ثم قولا لقبره: ... سقتك الغوادى مربعا ثم مربعا
فتى عيش فى معروفه بعد موته ... كما كان بعد السيل مجراه مرتعا
أيا قبر معن كنت أوّل حفرة ... من الأرض خطّت للسماحة مضجعا
ويا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البرّ والبحر مترعا!
بلى قد وسعت الجود والجود ميّت ... ولو كان حيّا ضقت حتى تصدّعا
ولمّا مضى معن مضى الجود والنّدى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا
قال أبو هلال العسكرىّ: هذه الأبيات أرثى ما قيل فى الجاهلية والإسلام.
وقال بكر بن النّطّاح يرثى معقل بن عيسى:
وحدّثنى عن بعض ما قال أنه ... رأت عينه فيما ترى عين نائم
كأن النّدى يبكى على قبر معقل ... ولم تره يبكى على قبر حاتم
ولا قبر كعب إذ يجود بنفسه ... ولا قبر حلف الجود قيس بن عاصم
فأيقنت أن الله فضّل معقلا ... على كل مذكور بفضل المكارم
وقال آخر:
لعمرك ماوارى التراب فعاله ... ولكنما وارى ثيابا وأعظما
ومثله لمنصور النّمرىّ:
فإن تك أفنته الليالى وأوشكت ... فإن له ذكرا سيبقى اللياليا
وقال التميمىّ فى منصور بن زياد:
أمّا القبور فإنّهنّ أوانس ... بفناء قبرك والدّيار قبور
عمّت صنائعه فعمّ مصابه ... فالناس فيه كلّهم مأجور
يثنى عليك لسان من لم توله ... خيرا لأنك بالثناء جدير