للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضا في قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: ١٣] : إنه معطوف على {تُؤْمِنُونَ} ١؛ لأنه بمعنى: آمِنوا٢، وفيه أيضا نظر؛ لأن المخاطبين في {تُؤْمِنُونَ} هم المؤمنون، وفي {وَبَشِّرِ} هو النبي عليه السلام٣. ثم قوله: {تُؤْمِنُونَ} بيان لما قبله٤ على سبيل الاستئناف، فكيف يصح عطف {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} عليه٥؟!

وذهب السكاكي٦ إلى أنهما معطوفان على "قل" مرادا قبل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} [البقرة: ٢١] ، و {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [الصف: ١٠] ؛ لأن إرادة القول بواسطة انصباب الكلام إلى معناه غير عزيزة في القرآن، وذكر صورا كثيرة منها قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا} [البقرة: ٥٧] وقوله: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا} [البقرة: ٩٣] ، وقوله: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا} [البقرة: ١٢٥] أي: وقلنا أو قائلين٧، والأقرب أن يكون الأمر في الآيتين معطوفا على مقدر يدل عليه ما قبله، وهو في الآية الأولى "فأنذر" أو نحوه، أي: "فأنذرهم

<<  <  ج: ص:  >  >>