إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا} [البقرة: ٨٣] ؛ عطف قوله:{وَقُولُوا} على قوله: {لا تَعْبُدُونَ} ؛ لأنه بمعنى لا تعبدوا. وأما قوله:{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} فتقديره إما: وتُحسنون بمعنى وأحسنوا، وإما: وأحسنوا١، وهذا٢ أبلغ من صريح الأمر والنهي؛ لأنه كأنه سُورِع إلى الامتثال والانتهاء فهو يخبر عنه. وأما قوله تعالى في سورة البقرة:{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا}[البقرة: ٢٥] ، فقال الزمخشري فيه: فإن قلت: عَلَامَ عُطف هذا الأمر ولم يسبق أمر ولا نهي يصح عطفه عليه٣؟
قلت: ليس الذي اعتمد بالعطف هو الأمر حتى يُطلَب له مشاكل من أمر أو نهي يعطف عليه، إنما المعتمد بالعطف هو جملة وصف ثواب المؤمنين؛ فهي معطوفة على جملة وصف عقاب الكافرين٤؛ كما تقول:"زيد يعاقَب بالقيد والإرهاق، وبَشِّر عمرا بالعفو والإطلاق". ولك أن تقول: هو معطوف على {فَاتَّقُوا} ؛ كما تقول:"يا بني تميم، احذروا عقوبة ما جنيتم، وبشر يا فلان بني أسد بإحساني إليهم" هذا كلامه. وفيه نظر لا يخفى على المتأمل٥.