للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنّ كثيرا من القصص الواردة في النشوار، تؤيّد علاقة التنوخيّين أبي القاسم، وولده أبي عليّ المحسّن، بالأهواز، هذه المنطقة، التي سمّاها هارون الرشيد «سرة الدنيا» «١» ، وسماها عبد الله المأمون «سلّة الخبز» »

، فقد كان لهما أقارب في الأهواز «٣» ، وكان لكلّ منهما فيها ضيعة «٤» ، وقد تقلّد أبو القاسم الأب القضاء في الأهواز «٥» ، كما تقلّده أبو عليّ المحسّن أيضا «٦» .

بقيت ملاحظة، يجدر بي أن أثبتها هنا، وهي أنّ التنوخيّ، اختار في نشواره، شعرا لشعراء مفلقين، كأبي فراس الحمداني مثلا، ثم قرن بشعرهم شعرا لا يتعدى درجة النظم، وليس التنوخيّ، بالذي يصعب عليه التمييز بين الشعر الجيّد والشعر الرديء، ولكنّه أثبت بعض الرديء، لأنّه قيل في مدحه، أو مدح أبيه، ولعمري، إنّ حبّ الإنسان نفسه، يدفعه إلى إثبات ما قيل في مدحه، حتى ولو لم يكن من جيّد الشعر «٧» .

وللمحسّن التنوخيّ شعر، مجموع في ديوان، قال عنه أبو نصر، سهل ابن المرزبان «٨» إنّه رآه في بغداد، وإنّ حجمه كان أكبر من حجم ديوان

<<  <  ج:
ص:  >  >>