للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يتحدّث به أحد، إلّا لأخصّ الأصدقاء.

وبلغت الصلة بين التنوخيّ وعضد الدولة، من القوّة، بحيث أصبح يرافقه في أسفاره، وكانت هذه المرافقة، من أهمّ الأسباب التي جرّت عليه المصائب، فقد كان في همذان في السنة ٣٧١ «١» ، في معسكر الملك، وزار صديقه أبا بكر بن شاهويه، فحدّثه أبو بكر، حديثا، أخطأ التنوخيّ في الإفضاء به إلى أبي الفضل بن أبي أحمد الشيرازيّ، الذي نقله بنصّه وفصّه إلى عضد الدولة، فغضب عضد الدولة على التنوخيّ «٢» ، غير أنّ غضبه ما برح أن انفثأ، وعاد معه إلى بغداد.

وكان عضد الدولة، قد زوّج ابنته من الخليفة الطائع لله، مؤمّلا أن تلد له حفيدا، يكون وليّ عهد الخلافة، وتصبح الخلافة في بيت بني بويه، ويصير الملك والخلافة، مشتملين على الدولة الديلميّة «٣» .

ولكنّ الخليفة الطائع لله «٤» الذي أحسّ بما أضمره عضد الدولة، أبعد هذه الابنة عن فراشه، فاهتمّ والدها بالأمر، ولم يجد خيرا من القاضي التنوخيّ، يتوسّط في القضية، بالنظر لعلاقته الطيّبة بالبلاطين، ولأنّه هو الذي خطب خطبة عقد النكاح «٥» .

<<  <  ج:
ص:  >  >>