إسحاق الصابي «١» ، وما سمعه من ابن سكّرة الهاشميّ «٢» ، ومن ابن الحجّاج «٣» ، وإليه بعث أبو العلاء المعريّ، قصيدته الشهيرة، «هات الحديث عن الزوراء أو هيتا»«٤» .
وأورد التنوخيّ، في إحدى قصصه، أنّه شاهد بيع ضياع شخص من أهالي عمان، اغتاله نقيب ديلميّ، اسمه كردك، واستولى على أمواله ظلما «٥» ، ويلوح لي أنّ ذلك وقع في السنة ٣٥٤.
والظاهر، أنّ المحسّن التنوخيّ، قد بارح بغداد، ما بين السنة ٣٥٥ والسنة ٣٦٠، ويتّضح هذا من فقرة وردت، في مقدّمة الجزء الأول من النشوار، حيث قال: واتّفق أنّني حضرت بمدينة السلام، في السنة ٣٦٠، بعد غيبتي عنها سنين، فوجدتها محيلة ممّن كانت به عامرة ... الخ، وأنّ ذلك هو الذي دفعه إلى تأليف كتابه النشوار، حيث بدأ به في السنة ٣٦٠، وأنهاه في السنة ٣٨٠، على ما رواه غرس النعمة «٦» ، وأثبته ياقوت في ترجمته» .
واستقرّ التنوخيّ، ببغداد، منذ السنة ٣٦٠، وكانت حرمته باقية، فهو في إحدى قصصه، يحدّثنا عن شعر سمعه من الشاعر ابن الحجّاج في السنة ٣٦٠ وهو ينشده في مجلس الوزير أبي الفضل الشيرازيّ «٨» .