للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلم يسلمني إليه، وسلّمه إليّ، فسلّمته إلى الحسن المعلوف، المستخرج، وكان عسوفا، وأمرته بتقييده، وتعذيبه، ومطالبته بمال حددته له، وألطّ «١» ، ولم يؤدّ، فتقدّمت بغلّه، ثم ندمت بعد أن غلّ مقدار ساعتين، وأمرت بإنزال الغلّ عنه.

وتجاوزت الساعتين وأنا مغلول، فذكرت أمرا آخر، وهو أنّه لما قرب سبكرى «٢» مأسورا مع رسول صاحب خراسان «٣» ، كتبت إلى بعض عمال المشرق «٤» ، بمطالبته بأمواله، وذخائره، فكتب بإلطاطه وامتناعه، فكتبت بأن يغلّ، ثم كتبت بعد ساعتين كتابا ثانيا بأن يحلّ، فوصل الكتاب الأول وغلّ، وتلاه الثاني بعد ساعتين، فحلّ.

فلما تجاوزت عنّي أربع ساعات، سمعت صوت غلمان مجتازين في الممرّ الذي فيه حجرتي، فقال الخدم الموكلون بي: هذا بدر الحرمي، وهو صنيعتك.

فاستغثت به وصحت: يا أبا الخير، لي عليك حقوق، وأنا في حال أتمنّى معها الموت، فتخاطب السادة، وتذكّرهم حرمتي، وخدمتي في تثبيت دولتهم «٥» ، لما قعد الناس عن نصرتهم، وافتتاحي البلدان المأخوذة «٦» ،