وخاطف «١» ، ودستنبويه أم ولد المعتضد بالله، وهم إذ ذاك مستولون على التدبير «٢» لصغر سن المقتدر بالله «٣» .
فقامت أم موسى، وعادت، وقالت لابن ثوابة: يقول لك السادة:
قد صدقت فيما قلت، ويدك مطلقة فيه.
قال ابن الفرات: وكنت في دار لطيفة «٤» ، والحرّ شديد، فتقدّم بتنحية البواري «٥» عن سمائها، حتى نزلت الشمس إلى صحنها «٦» ، وإغلاق أبواب بيوتها، فحصلت في الشمس، من غير أن أجد مستظلا منها، ثمّ قيّدني بقيد ثقيل، وألبسني جبة صوف، قد نقعت في ماء الأكارع «٧» ، وغلّني بغلّ، وأقفل باب الحجرة وانصرف.
فأشرفت على التلف، وعددت على نفسي ما عاملت به الناس، فوجدتني، قد عملت كل شيء منه، من مصادرة، ونهب، وقبض ضياع، وحبس، وتقييد، وتضييق، وإلباس جباب الصوف، وتسليم قوم إلى أعدائهم، وتمكينهم من مكروههم، ولم أذكر أنّي غللت أحدا، فقلت: يا نفس هذه زيادة.
ثم فكّرت أنّ النرسي، كاتب الطائي، ضمني من عبيد الله بن سليمان «٨» ،