وكان أبو عليّ، أحمد بن عليّ المدائني، المعروف بالهائم الراوية «١» ، قائما في المجلس، فقال: قد كشف معنى الأبيات الفائية، السريّ الرفاء، حيث يقول في صفة الدنان:
ومستسلمات هززنا لها ... مداري القيان لسفك الدماء
وقد نظم الصبح أجسامها ... مع الجدر نظم صفوف اللقاء
تمدّ إليها أكفّ الرجال ... فترجع مثل أكفّ النساء «٢»
وكشف المعنى الثاني في الأبيات بقوله:
إزدد من الراح وزد ... فالغيّ في الراح رشد
يديرها ذا غنّة ... أغيد يثنيه الغيد
مدّ إليها يده ... فالتهبت إلى العضد «٣»
قال القاضيّ التنوخي: فقلت له: فأين أنت عمّا هو خير من هذا؟