للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ الله: "ومنه قولهم أُغَيلِمَة وأُصيبِيَة في صِبيَةٍ وغِلمَةٍ".

قالَ المُشَرِّحُ: كان (١) أصلُها أصبِيَة وأغلِمَةٍ، وهذا لأنِّ فَعيلًا يُكَسَّرُ على أفعِلَةٍ كطريقٍ وأطرِقَةٍ وأديمٍ وآدمةٍ، وقد جاء أغلِمةٌ، ويؤنِسُكَ بيتُ العِرَاقيَّاتِ (٢):

إليكَ زَجرتُ العِيسَ بينَ عِصَابَةٍ … كُهُولٍ وشُبَّانٍ وأغلِمَةٍ مُردِ

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ؛ وقد يُحَقَّرُ الشَّيءُ لدُنُوّهِ من الشَّيءِ، ولَيسَ مِثله كقولِكَ: هو أُصيغِرُ منك إنما أردت أن تُقَلِّلَ: الّذي بَينهما دُوينَ هَذاك (٣)، وفُويقَ هذا".

قالَ المُشَرِّحُ: أي الّذي بينهما من التَّفاوُتِ في الصِّغرِ والكِبَرِ.

قالَ جارُ اللهِ: "ومنه أُسَيّدٌ أي لم يَبلُغ السَّواد. وتقولُ العربُ أحدَثُ منه مُثَيل هَاتَيَّا ومُثيل هَاذَيًّا".

قالَ المُشَرِّحُ: المراد (٤) أنَّ فيه سَوادًا قَليلًا، كأنَّهم [يُريدون المسافةُ بينهما] (٥) حَقِيرةٌ لأنَّ المُشَبَّه والمُشبَّهَ بِهِ حَقيرٌ، ومنه قولُهُ عليهِ السَّلامُ (٦): "هؤلاء أُصَيحابِيَّ" أراد تَلَطُّفَ المَحَلّ وتَقريبَهُ، وتَقليلَ المَسافَةِ بينَهم وبينَه وتَحقيرَها لا تَحقيرَهُم.

قالَ جارُ اللهِ: فَصلٌ؛ وتَصغيرُ الفِعلِ ليسَ بقياسٍ، وقولُهم: ما أُميلِحَهُ


(١) وصل الأندلسي هذا النص بما قبله حيث نقلهما في شرحه: ٣/ ٤٨ وكأنهما كلام واحد لم يفصل بينهما بكلام الزمخشري.
(٢) ديوان الأبيوردي: ١/ ٤٨٩.
(٣) في (أ) ذاك.
(٤) نقل الأندلسي جميع شرح هذه الفقرة في شرحه: ٣/ ٤٩.
(٥) في (ب).
(٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>