للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "وحكمُ أسماءِ الجُمُوعِ حكمُ الآحادِ تقولُ: قُويم ورُهَيط ونُفَير وأُبيلة وغُنيمة".

قالَ المُشَرِّحُ: نُفَيرٌ تَصغيرُ نَفَرٍ.

قالَ جارُ الله: "فصلٌ (١)؛ ومن المُصَغَّرات ما جاءَ على غَيرِ واحِدِهِ كأُنَيسان ورُويجِلٍ وأَتيتُكَ مُغيربان. الشَّمسُ عُشَيّانًا وعَشَيشِيَةُ".

قالَ المُشَرِّحُ: اختلف (٢) أهلُ (٣) البَصرةِ والكُوفةِ في إنسانٍ، فمذهبُ (٤) الكُوفِيَّةِ أنَّ وَزنَهُ أفعالٌ ولامُ الكَلِمَةِ ساقِطَةٌ، ومذهَبُ البَصرِيَّةِ أنَّ وَزنَهُ فَعلانٌ. احتَجَّت الكُوفيَّةُ بأنَّ أصلَهُ أُنسَيانٌ أُفعَلانٌ، وقَضِيّة التَّصغيرِ أن يكونَ على أُنَيسانٍ باليَاءَين إلّا أنَّه خُفِّفَ بحَذفِ إحدى اليَاءَين، كما في أيشٍ وأصلُهُ: أيُّ شَيءٍ. وحُجَّةُ البَصرِيّةِ أنَّه من أنِسَ الشَّيءَ إذا أبصَرَهُ أو من الأُنس على ما مَرَّ، والأصلُ عَدَمُ الحَذفِ. ورُوَيجِل. مُصَغَّرُ رَجُلٍ، ولَعَلَّ أصلُه راجِلٌ. مُغيَرِبَان الشَّمسِ كأنَّ معناهُ في آن غُروبِ الشَّمسِ، كما أنَّ عُشيَّانًا في آنِ إقبالِ العَشِيّ. عُشَيشية على إبدالِ الشِّينِ من اليَاءِ فإن سألتَ: فلِم أبدَلَ الشِّينَ من الياءِ؟ أجبتُ لأنَّ إبدالَ الشّينِ حرفٌ زائد فهو بمنزِلَةِ زيادة حَرفٍ وزيادةُ حَرفٍ إذا كانَ من جنسِ العَين أو اللَّام أهونُ، ألا تَرى أنَّ هذا النَّوع من الزِّيادَةِ يكونُ في جَميع الحُرُوف، ولا كذلِكَ غيرُهُ فإنَّه لا يكونُ إلَّا من أحرُف مَخصُوصَةٍ، فإن سألت فلِم جِئ بالمُصَغَّرِ على مُخالَفَتِهِ قياسَ المُكَبَّرِ؟ أجبتُ: كأنَّهم طَلَبوا الفَرقَ بينَ مُصَغَّرِ عَشوَةً وعَشِيَّةٍ.


(١) ساقط من (ب).
(٢) المسألة بالتفصيل في كتاب الإِنصاف:، وائتلاف النصرة في اختلاف نحاة الكوفة والبصرة: المسألة رقم (٩٠) في قسم الأسماء.
(٣) في (ب) اختلف البصرية والكوفية، وما كتبته من (أ) يوافقه ما نقله الأندلسي عن الخوارزمي.
(٤) النص كله من قوله: اختلف أهل البصرة .. إلى آخر شرح هذه الفقرة نقله الأندلسي في شرحه: ٣/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>