للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "وأمَّا الرُّباعي فتحذِفُ منه كلُّ زائِدة، ما خَلا المَدَّةَ المَوصوفَةَ، تَقولُ في عَنكبوت عُنَيكِبٌ، وفي مُقشعِرٍّ مُقَيشِعرٌ، وفي احرنَجام حُرَيجِيمٌ".

قالَ المُشَرِّحُ: التَّاءُ والواوُ في عَنكبوتٍ زائدتان بدليلِ قولِهِم في الجَمعِ: عَناكب فإن سألتَ: فقد قالوا في جَمعِ عَندليبٍ عنادِلُ، وهذا لا يَدُلُّ على أنَّ الياءَ والباءَ زائدتان في عَندَلِيبٍ؟ أجبتُ: إنّما لَم نَحكُم على زِيادَةِ الباءِ هُناك لأنَّهم كما قالوا: عَنادِلُ قالوا: عَنادِبُ، وأمَّا ها هُنا فبخلافِهِ لأنَّهم لم يَقولوا: عَناكِبُ. إنّما ثَبَتَت الياءُ في حُريْجِيمٍ لأنَّها مقلُوبَةٌ من المَدَّةِ الّتي هي في مَوضِع ياءِ فُعيعيلٍ بخلافِ سائرِ الزَّوائِدِ، فإنَّها لَيست مدَّات، فَضْلًا عن أن تكونَ مدَّاتٍ في موضعِ ياءِ فُعيعِيل، ومن قَبيلِ ما لَيست الزِّيادةُ فيه مدَّةً لقولِهِم في تَصغيرِ مُدَحرجٍ دُحيرِج.

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ؛ ويجوزُ التَّعويضُ وتَركُهُ فيما يُحذَفُ من الزَّوائِدِ، والتَّعويضُ أن يكونَ على مقالٍ، فيصيرُ بزيادَةِ الياء إلى فُعَيعِيل وذلِكَ قولُكَ في مُغَيلم مُغَيْلِيمٍ (١) وفي مُقَيدِمٍ مُقَيدِيمٍ، وفي عُنيكِبٍ عُنَيكِيبٍ، وكذلك البَواقي.

قالَ المُشَرِّحُ: كما وَرَدَ (٢) التَّعويضُ في التَّصغيرِ وَرَدَ في التَّكسيرِ، إن شِئتَ قلانس وإن شئتَ قلاسيّ.

قالَ جارُ اللهِ: "وإن كانَ المثالُ في نَفسِهِ على فُعَيعِيلٍ لم يَكُن التَّعويضُ.

قالَ المُشَرِّحُ: وذلِكَ في نحوِ حُريجيم في احرِنْجَامٍ. "وليس وراءَ عَبَّادان قريةٌ" (٣).


(١) ساقطة من (أ).
(٢) شرح الأندلسي: ٣/ ٤٦ عن الخوازمي.
(٣) من أمثال المولدين. انظر مجمع الأمثال: ٢/ ٢٥٧ وعَبَّادان اسم موضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>