للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المُشَرِّحُ: تَقولُ (١) في ميزان مُويزين، لقَولِهِم في تَكسِيرِه مَوازِين. وفي مُتَعَدِّ: مُويعدٌ، وكذلك في مُتَّسِرٍ مُوَيسرٌ، لأنَّه تُعاد الواوُ فيه. قال ابنُ السَّراجِ: وإن شِئت قُلتَ: مُوتَعِدٌ وموتزنٌ كما تَقولُ: أدوُرٌ فلا تَهمِزُ، وفي قِيل قُويل، لأنَّك تَقولُ في جَمعِه أقوالٌ كما تقولُ في جَمعِ ريحٍ: أرواح، وكذلِكَ تقولُ في بابٍ ونابٍ: بُويبٌ ونُييبٌ لقولِهم: أبوابٌ وأنيابٌ.

قالَ جارُ اللهِ: "وأمَّا البَدَلُ اللَّازِمُ فلا يُرَدُّ إلى أصلِهِ تقولُ في قائِلٍ قُويل، وفي تُخَمَة تُخَيمَةٌ، وكذلك تاءُ تُراثٍ وهَمزَةُ أُدَدٍ، وتقولُ في عِيدٍ عُيَيدٌ، لقولِكَ أعيادٌ".

قالَ المُشَرِّحُ: أمَّا قائلٌ وقائِلةٌ فَلِقولِهِم في الجَمعِ قَوائلٌ. فإن سألتَ (٢): فما تَقولُ في قَولٍ جمع قائلٍ؟ أجبتُ: المَعنِيُ بالبَدَلِ اللَّازِم أن لا يَنفسخ البَدَلُ إلَّا صُورةَ وُجُودِهِ ولا فيما اطّرَدَ من تَكاسير الاسم. وقولٌ جَمعٌ غيرُ مُطَّرِدٍ. وأمَّا تُخَمَةٌ فلِقولِهِم في الجَمعِ تُخَمٌ، وأما تاءُ (٣) تُراثٍ: فلأنَّها ثَبَتَتْ بِمَنزلَةِ الهَمزَةِ التي تُبَدلُ من واوِ نحو ألفُ أرقَةٍ وألفُ أُدَدٍ، وهو الوَجهُ الثّاني في تاءِ تُخمَةٍ. وأمّا همزةُ أُدَدٍ فهي مُبدَلَةٌ من الواوِ.

قالَ ابنُ السَّراجِ: إنَّما أُدَدٌ من الوُدِّ لا يقالُ فيه وُدَدٌ بالواوِ، وكما يَقولون: تَميمُ بنُ أُدٍّ وَوُدٍّ جَميعًا، ولا تَكسيرَ له فيتوقَّعُ فيه (٤) عَودَةٌ إلى الأصلِ وهو أُدَدُ بنُ زَيدِ بنِ كَهلان بنِ سَبَأ بنِ حِميَر. فهذا أحدُ الوَجهينِ في هذا النَّحوِ.

والوجهُ الثَّاني: ما قالوا: حُكْمُ الحَرف المُبدَلِ في التَّصغيرِ أن يُردَّ إلى


(١) شرح الأندلسي: ٣/ ٣٧ نقلًا عن الخوارزمي.
(٢) شرح الأندلسي: ٣/ ٣٨ نقلًا عن الخوارزمي.
(٣) المصدر السابق نفس الجزء واللوحة. وهو وصل للنص السابق إلا أنه فصل بينهما بكلام من غير الخوارزمي.
(٤) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>