للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ المُشَرِّحُ (١): رَبْعَةٌ: بسكون الباءِ وَيفَعَةٌ -بالتَّحريكِ-. فإن سألتَ: فما مَعنى النَّسبِ؟ أجبتُ: المَعنِيُّ به ذُو كَذا، وهذا لأنَّهم يَقولون: فَعَّالٌ وفاعِل فيهما مَعنى النَّسب، ومن ثمَّ لا تَجوزُ النِّسبةُ إليهما، وفَعَّالٌ وفاعِلٌ لَيس معناهما سِوى ذُو كذا، نَحوَ صَنَّاعٍ وصانِع، فإن مَعناهُما ذو صِناعَةٍ وذُو صِناعةٍ. وفي كلام ابنِ السَّراجِ (٢): ولا كعَطَّارٍ المَنسوب إلى العِطْرِ، ولا كَدارعٍ المنسوبِ إلى الدّرع. ونظيرُ مَذهَبِ الخَليلِ عامةُ أسماءِ المُحترِفِينَ. ونَظيرُ مذهبِ سِيبَويهِ كافةُ الألفاظِ المُضَمَّنَةِ. فإن سألتَ: لِمَ أوجَبَ كَونه بمَعنى النَّسبَ أن لا تَظهَرَ فيه علامةُ التَّأنيثِ؟ أجبتُ: لأنَّ كونَهُ بمَعنى النَّسبِ يَقتَضي أن لا يكونَ صِفَةً مَحضةً، وكذلِكَ قالوا في لابنِ وتامِرٍ بأنَّها في مَعنى ذِي لَبَنٍ وذِي تَمرٍ، ولَيس في اللُّغةِ لَبَنَ وتَمرَ إذا صار ذَا لَبَنٍ وتَمْرٍ، وكذلِكَ بَتَّاتٌ وعوّاجٌ لبائع البَتِّ والعاجِ، ولَيس في اللُّغة بَتَّ وعاجَ فِعلَين.

قالَ جارُ اللهِ: "وإنَّما يكونُ في الصّفةِ الثَّابِتَةِ أمَّا الحادِثَةُ فلا بُدَّ لها من عَلامةِ التَّأنيثِ تَقولُ: حائِضَةٌ وطالِقَةٌ الآن وغَدًا".

قالَ المُشَرِّحُ: بينَ الحائِضِ والحَائِضَةِ، والطَّالِقِ والطَّالِقَةِ فَرقٌ، وذلِكَ أنَّ الحائِضَ هي الّتي ثَبَتَ بها الحَيضُ واستَمَرَّ، والحائِضَةُ هي التي يَحدُثُ بها الحَيضُ وكذلِكَ الطَّالِقُ والطَّالِقَةُ.

قالَ جارُ اللهِ: "ومذهبُ الكُوفِيّين يُبطِلُه جَريُ الضّامِرِ عَلى النّاقَةِ


(١) في (أ) قال المشرح: نظيره قول سيبويه:
قامت تبكيه على قبره … من لي غيرك يا عامر
تركتني في الدار ذا غربة … قد ذل من ليس له ناصر
كأنّه قال: تركتني إنسانًا ذا غرابة. وكتب في أول هذا الكلام وآخره "طرة" وهذا يدل على أنه ليس من أصل الكتاب. ويفهم من كلامه هنا أن البيتين وردا في سيبوبه، وليس كذلك. وهما لأعرابية في العقد الفريد: ٣/ ٢٥٩. وانظر شرح ابن يعيش: ٥/ ١٠١، والأندلسي: ٣/ ١٢، كما وردا في أمالي ابن الشجري: ٢/ ١٦٠، والإِنصاف: ٥٠٧.
(٢) نص كلام الخوارزمي عن ابن السراج في شرح الأندلسي: ٣/ ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>