للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ المُشَرِّحُ: الكلامُ فيه مَبنِيٌّ على مُقَدِّمةٍ وهي أنَّ أوَّلَ شَيءٍ كُسِّرَ من الأسماءِ إنما هو فُعْلٌ على فُعُول كفِلسٍ وفُلوسٍ، وبَيتٍ وبُيُوتٍ، ثمَّ تَخَلَّصُوا منها إلى جَمْع القِلَّة فَطَرَحوا الواوَ وبَقِيت الضَّمةُ في العَينِ كالتَّذكِرةِ من الواوِ المَطروحَةِ. فَخافُوا على هذه الضَّمةِ زَوالها بالإِسكانِ، فأسكنوا الفاءَ ليأمنوا سُكونَ العَين، واجتَلَبُوا همزةَ الابتداءِ ولتَكونَ هَذِهِ الهَمزةُ مع الضَّمةِ المُؤكّدة (١) كالعِوَضِ عن الواوِ الذَّاهِبَةِ، وهذا المَعنى يَقتَضي أن لا تَجيء فِعل في المُضاعَفِ ولا المُعتلّ اللّامِ ضَرورةَ أنَّ مِن شَأنِ هذه الضَّمةِ أن تكونَ ثابتةً باقِيةً وكونُها مُضاعفًا أو معتلَّ اللّام يَقْتَضِي زَوَالَها وهما في طَرفَي نَقِيضٍ. وأمّا ذُبُّ فقد زالَ بمفردِهَا الضَّمة.

قالَ جارُ اللَّهِ: "ولِمَا لَحِقتهُ من ذلِكَ تاءُ التَّأْنيثِ منا لأنَّ فعايلَ وفُعُل وذلِكَ نحو صَحايفَ (٢) ورَسائلَ وحَمائمَ وذَوائِبَ وحَمائِلَ وسُفُنٍ".

قالَ المُشَرِّحُ: يُحتَمَلُ أن تكونَ سُفُنٌ جَمعَ سَفِينٍ وسَفِينَةٍ. ابنُ دُريدٍ: سَفينَة بِمَعنى فاعِلةٍ بمعنى تَسفُنُ الماءَ كأنَّها تُفسِّرُهُ.

قالَ جارُ اللَّه: "ولِصفاتِهِ تِسْعَةُ أمثِلَةٍ: [فُعَلاءُ] فُعُل، فِعَالٌ، فِعلانٌ، فُعلانٌ أفْعالٌ، أفْعِلاءُ، أفْعِلَةٌ، فُعُولٌ، وذلك نحو كُرَماءَ وجُبَنَاءَ وشُجَعاءَ ووُدَدَاءَ، ونُذُرٍ وصُنُعٍ وصُبُرٍ وكُنُزٍ، وكِرَامٍ وجِيَادٍ، وهِجَانٍ وثِنْيانٍ وشِجْعانٍ وخُصْيانٍ (٣) وشُجْعانٍ (٣)، وأشرافٍ وأعداءٍ وأنبياءٍ وأشِحّةٍ وظُروفٍ".

قالَ المُشَرِّحُ: في "الصحاح" (٤) الودَودُ المُحِبُّ، ورِجالٌ وِدَدَاءُ. صُبُرٌ: جمعُ صَبورٍ وكُنُزٌ: جمعُ كِنازٍ. [الجَوهَرِيُّ: ناقةٌ كِناز] (٥) -بالكَسر- أي مُكتَنِزة


(١) في (ب) المذكرة.
(٢) في (ب) فقط: صحائف وصحف.
(٣) ساقط من (ب).
(٤) الصحاح: (ودد) ١/ ٥٤٦.
(٥) في (أ) وانظر الصحاح: ٢/ ٨٩٠ كنز.

<<  <  ج: ص:  >  >>