للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حارِدٌ، وقرئ (١): {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} ساكنةَ الرّاءِ، ولا يجوزُ أن يكونَ مَرْضًا مُخَفّفًا من مَرَضٍ لأنَّ المفتوحَ يُخَفَّفُ (٢) قالَ ابنُ جِنيّ (٣): ويَنبغي أن يكونَ مَرْض السَّاكن لغةً في مَرَض المُتَحَرّك. ونَظيرها (٤) المَصادِرُ التي ذَكرناها.

تَخمير: وبقيَّة المسألةِ في الحَقيقة مبنيَّةٌ على مسألةٍ أُخرى وهي أنَّ تخفيفَ عُنُقٍ وإبِلٍ جائزٌ وأمَّا تَخفيفُ جَمَلٍ فلا يَجوز إلَّا في ضَرورةِ الشِّعرِ كقولِهِ (٥):

وما كلَّ مبتاعٍ ولو سَلْف صَفْقُةٍ

وكذلك ما جازَ إسكان جَمَرات إلَّا في ضَرورةِ الشّعر، فإن سألتَ: فكيفَ لم يُقَل في الباقِيات وهذا لأنَّ جَمع السَّلامة بالواو والنُّون مما يَختَصُّ بالعقلاءِ؟ أجبتُ: القياسُ ما ذَكَرتُ لكن أُقيمَ جمعُ السلامةِ بالواوِ والنُّونِ مقامَ جَمعِ السَّلامةِ بالألفِ والتَّاءِ، ومنه أرْضُون بإسكانِ الرَّاءِ في جمعِ أرضٍ لا سِيَّما وقد وَقَعَ في مُقابلةِ الأوّلِ.

قالَ جارُ اللَّهِ: "فإذا اعتَلَّتْ فالإِسكانُ كَبيْضات وجَوْزات ودِيْمات ودَوْلات إلا في لُغةِ هُذيل قالَ قائلهم (٦):


(١) سورة البقرة: آية: ١٠ وانظر المحتسب: ١/ ١٥٣، والمنصف: ١/ ٢١.
(٢) في (ب) لا يجوز تخفيفه.
(٣) انظر المحتسب: ١/ ٥٤.
(٤) في (أ) ونظيرهما.
(٥) عجزه: * يراجع ما قد فاته برداد *
وهو للأخطل، ديوانه: ١٣٧، وانظر: المنصف: ١/ ٢١، والمحتسب: ١/ ٥٣، والخصائص: ٢/ ٣٣٨، والاقتضاب: ٤٦٢، وشرح ابن يعيش: ٧/ ١٥٢، وشرح شواهد الشافية للبغدادي: ١٨.
(٦) عجزه: * رفيق برجع المنكبين سيوح *
قال الصّغاني: وليس في أشعار الهذليين، والرواية: أبو بيضات، قال: هكذا أنشده ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>