للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُلتَ: جاءَني رَجُلٌ، وحَيَّيْتُ رَجُلًا فالثّاني غيرُ الأوّلِ بخلافِ العَلَمِ فإنَّه بَرِيءٌ عن هذا (١) الإِبهامِ.

تَخْمير: وأمَّا إذا عُطِفَ بالواو والفاء فَقلتَ: ومَن زَيدٌ، أو فَمنَ زَيدٌ كلّهم يُبطل الحِكايَة، لأنَّ حُروفَ العَطفِ لا يُبتَدَأُ بها ففيها دِلالةٌ على أنَّ هذا السُّؤال مَعطوفٌ به على كَلامِ المخاطبِ فاستغنوا عن الحِكايةِ.

قالَ جارُ اللَّه: ومَذهبُ بَني تَميمٍ أن يَرفعوا في المَعرفةِ البَتَّةَ.

قالَ المُشرِّحُ: هذا قِياسٌ، والأول استِحسانٌ.

قالَ جارُ اللَّه: "وإذا استَفهم عن صِفَةِ العَلَمِ قيلَ إذا قَال: جاءَني زَيدٌ المني أي القُرشيُّ أم الثَقَفِيُّ والمَنَيَانِ والمنيونَ".

قالَ المُشرِّحُ: النُّون في المَنَيَانِ والمَنَيُونَ ها هنا مَكسورةٌ ومفتُوحَةٌ كما في التَّثنِيَةِ وجمعِ السَّلامةِ كذلك السَّمَاعُ (٢). في كلام الشَّيخِ ها هُنا إيماءٌ إلى أنَّ المَنيّ لا يُستفهم به عن المَنسوب إلى البلدَان والصناعات، فلا تَقولُ: البَصريّ والشِيرازيّ (٣) المَني وهذا لأنَّ "مَن" موضوعةٌ للعُقلاء.

قالَ جارُ اللَّه: وأيٌّ كَمن في وجوهها، تقول مُستفهمًا: أيُّهم حَضَرَ؟ ومُجازيًا: أيُّهم يَأتِني أُكرِمْه، وواصلًا: اِضرِب أيُّهم أفضلُ، وواصفًا: يا أيُّها الرّجلُ.

قال المشرّحُ: أيُّهم في قولِهِم أيهم حَضَرَ؟ للاستِفهامِ، وفي يَأتِني أكرمْه، للمُجازاة، وفي اِضرب أيُّهم أفضلُ بِمَعنى الَّذي (٤)، ومما يكون فيه أيّ


(١) في (ب).
(٢) انظر شرح الأندلسي: ٢/ ١٠٦، ونقل صاحب: "عرائس المحصّل" هذا النّص في ٢/ ٦٤.
(٣) في (ب) الشوازي.
(٤) قال الأندلسي في شرحه: ٢/ ١٠٦ اعلم أنّ أيا لها سبعة مواضع. وذكرها وانظر عرائس المحصّل: ٢/ ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>