للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبصرتَ فُلانًا لأبصرتَ رَجُلًا، أي رَجُلًا (١) كامِلًا في الرُّجولِيّةِ، بِحيثُ لا يَفي الوَصفُ بتَقديرِ (٢) وَصفه.

قالَ جارُ اللَّه: "فصلٌ؛ والّذي وُضِعَ وَصلةً إلى وَصفِ المَعارف بالجُملِ ومِن حَقّ الجُملِ الّتي يُوصفُ بها أن تَكونَ مَعلومةً للخاطبِ كقولِكَ: "هذا الّذي قَدِمَ أبوه (٣) من الحَضرةِ"، لمَن بَلَغَه ذلِكَ.

قالَ المُشرِّحُ: نظير هذه المَسألةِ "ذو" فإنّه وُضِعَ إلى الوَصفِ بالأجناسِ.

تَخميرٌ: - ثم إنّه إذا كان "الّذي" مُحدَّثًا عند كانت الصّلةُ معلومةً للمخاطبِ عَينَ (٤) من هي لَه، كقولِكَ: جاءَ الّذي كانَ مَعَنا أمسِ، وكذلك الأمرُ إذاَ كانَ "الّذي" مَفعولًا كقولِكَ: رَأيتُ (٥) الّذي كانَ مَعَنا أمسِ، فإن كانَ "الّذي" خبرَ مُبتدإِ كان المَعنى على أنّك عَرَفتَ قِصّةً تَعَلمُ أنَّه لا بُدَّ من أن يكونَ لَها صاحِبٌ مُتَعَيَّنٌ إلا أنَّك لا تَعرِفُ عَينَ ذلِك الصّاحبِ، مثل أن يبلُغَك أنّ رَسولًا قَدِمَ من جِهةِ السُّلطان في أمرٍ خَاصٍّ ولا تَعرِفُ عَينَ ذلك الرّسولِ فإذا أريدَ أن تعرِفَ عَينَه قيلَ لك: هذا الّذي وَرَدَ من جِهةِ السُّلطان، فيكونُ فائِدَةُ "الّذي" هي تَعيِينُ صاحبِ قِصّةٍ قد عَرَفتَها.

قالَ جارُ اللَّه: "ولاستطالَتِهِم إيّاهُ بِصِلَتِهِ مع كَثَرةِ الاستعمالِ خَفَّفُوُه من غَيرِ وَجهٍ فَقالوا: (الَّذِ) بِحَذفِ اليّاءِ ثُمَّ (الَّذْ) بِحَذفِ الحَرَكَةِ، ثم حَذَفوه رأسًا، واجتَزؤُا عنه بالحَرفِ المُلتَبِسِ وهو لامُ التَّعريفِ، وقَد فَعَلوا مثلَ ذلِكَ بمؤنَّثِهِ فقالوا: (أَلَّتِ) و (أَلَّتْ) والضَّاربتُه هندٌ بمعنى الّذي ضَرَبَتْهُ هِندٌ، وقد


(١) نقل الأندلسي في شرحه: ٢/ ٨٧ شرح هذه الفقرة دون نسبه.
(٢) في (ب) بتقرير.
(٣) ساقط من (ب).
(٤) في (ب) غير.
(٥) في (أ) أنت.

<<  <  ج: ص:  >  >>