للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبالموت (١) الَّذي لا بُدَّ أنّي … مُلاقٍ (٢) لا أَباك تُخَوِّفِيني

وفي هذا على الخُصوص شَيءٌ آخرُ وهو: كونُ الأوّلِ فيه عَلامةَ الإِعرابِ ولأنَّ الاستثقالُ إنما يقعُ في التَّكريرِ والتَّكثيرِ (٣)، والتَّكريرُ إنما يقعُ مع الثَّاني دونَ الأوّلِ. وزعمَ بعضُ البَصرِيّين أنَّها لغةٌ لغَطَفَان.

زيدُ الخَيل هو الّذي سمّاه الرُّسول صلواتُ [اللهِ] عليه زَيدَ الخَيرِ، قَوله:

وأَفقِدَ بَعضَ

بالنَّصب كما لو كانَ مكانَ الواو الفاءُ.

فإن سألتَ: فما الفرقُ بينَ نوني أنّي وأنّا أجبتُ: بَينهما فَرقٌ أن النُّون في أنّي هي نُونُها والسَّاقِط نُون العِمادِ كما في لَيتي ولَعلّي، وأمَّا في أنا فالأوّل من النُّونين نُونُ إنَّ والثَّانيةُ نونُ الضَّميرِ والسَّاقطُ الوَسَطُ بَدليلِ أنَّهم لم يقُولوا: لَيتَا ولا لَلعَلَّا. فإن سَألتَ: فكيفَ حَذَفُوا من لَعَلّي ولم يَحذِفُوها من لَعَلَّنا أجبتُ: لأنَّ الضَّميرَ في لَعلَّنا هذه الألفُ (٤) والنُّونُ معًا بِخِلافِ لَعلّني فإنّ الضَّميرَ هو الياءُ وحدَها والنُّونُ حَرفٌ مَزيدةٌ لتَكُونَ عِمادًا أو كما لم يَحذفوا الياءَ من لَعَلّي لم يَحذِفوا النُّون من لَعَلَّنا.

فإن سَألتَ: أيُّ نوني إنَّ المحذوف: أجبتُ: الثَّانيةُ لأنها طَرفٌ والحَوادِثُ إلى الطَّرفِ أسرعُ منها إلى الوَسَطِ، والدَّليلُ عليه أنَّ إنْ المُخَفَّفةَ من الثَّقيلةِ في قولِك: إنْ زيدًا لمُنطَلِقٌ، ألا تَرى كيفَ بَقِيت النُّونُ السَّاكِنةُ وذَهبت المُتَحَرِّكَةُ.


(١) في (أ) أو الموت.
(٢) في (أ) حلاق.
(٣) في (أ).
(٤) في (ب) النون والألف.

<<  <  ج: ص:  >  >>