للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقولُ: من قَصدَ الخَوارِجَ وحالَفَها فإنّي أُدافعه وأُحاربه وأتَّقِيه كما يَنّقِيني. ومَعنى البيتِ الثَّاني (١) إذا نازَعتُها لأحمِلَها على ما هو أصلحُ لَها ثُمَّ سوَّفتني قلتُ لها: لَعلّي أفعلُ هذا الّذي تَدعونَنِي إليه. البَيتان لِعمران بن حِطَّان (٢).

قالَ جارُ اللَّهِ: "فَصلٌ (٣)؛، وتُعمَدُ ياءُ المُتَكَلّمِ إذا اتَّصلَت بالفِعلِ بنونٍ قَبلها صَونًا لها عن أخي الجَرِّ.

قالَ المُشَرِّحُ: عَنى بأَخي الجَرِّ الكَسرَ".

قالَ جارُ اللَّهِ: "ويُحَملُ عليها الأحرفُ الخَمسةُ تَشبِيهًا بهِ فيقالُ: إنَّني وكذلك الباقِيَةُ، كما قِيلَ ضَرَبَني ويَضرِبُنِي".

قالَ المُشَرِّحُ: الحُروفُ المُشبَهَّةُ بالفعلِ سَتَةٌ لكن الشَّيخَ جَعَلَها خَمسةً لأنَّه جَعَلَ المَكسورةَ والمَفتوحَةَ حَرفًا واحِدًا.

قال جارُ اللَّه: "وللتَّضعيف مع كَثرة الاستِعمالِ جَازَ حذفُها في أربعةِ مِنها في كلِّ كَلامٍ، وجَاءَ في الشِّعرِ: "لَيتِي" لأنَّها منها وقالَ زَيدُ الخَيل (٤):

كمنيَةِ جابرٍ إذ قال لَيتِي … أُصادفُه وأَفقِدُ بَعضَ مالي (٥)


(١) إثبات المحصل: ٤٩.
(٢) تقدم التعريف به في أول الجزء الأول.
(٣) ساقط من (ب).
(٤) هو زيد بن مهلهل بن يزيد بن مُنهَب النَّبهاني الطَّائي. من مشاهير فرسان العرب وشجعانها عاش في الجاهلية وكان يلقّب "زيد الخيل" لكثرة خيله، ولما جاء الإِسلام وفد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأسلم فسمّاه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "زيد الخير" وأقطعه فيدًا ولما رجع من المدينة مات في طريقه بموضع يقال له: "فردة" في نفس العام سنة ٩ هـ. ترجمته في الشعر والشعراء: ١/ ٢٨٦، والإِصابة ١/ ٥٥٥، وإثبات المحصل: ٥٠، والخزانة: ٤٤٨. وقد جمع شعره الدكتور نوري حمودي القيسي ونشره سنة ١٩٦٨ م.
(٥) البيت في ديوانه: ٨٧، توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ٥٠، والمنخّل: ٩٢، والخوارزمي: ١٦٦، وزين العرب: ٣٢، وشرح ابن يعيش: ٣/ ٩٠، ١٢٣، وشرح =

<<  <  ج: ص:  >  >>