للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* تَدَاعَيْنَ باسمِ الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ (١) *

أنَّ المُضافَ يعنونُ الاسمَ مقحمٌ، دُخولُه وَخُرُوجُه سَواءٌ وَحَكَوا: هذا حَيُّ زيدٍ، وأتيتُك وَحيَّ فلانٍ قائمٌ، وحيُّ فلانةٍ شاهدٌ وأَنشدوا:

باقُر إنَّ أخاكَ حَيَّ خُويلِدٍ … قَد كُنْتُ خائفةُ على الإِحماقِ

وعن الأخفَش أنَّه سَمِعَ أعرابيًا يَقولُ في أَبياتٍ قالهن (٢).

* حيُّ ربَاحٍ يا قُحام حَيُّ *

والمعنى هذا زَيدٌ، وإنَّ أباك خُويلد، وقالهُنَّ رَباحٌ".

قال المُشَرّحُ: اعلم أنَّ المُضافَ إلى هذه الأمثِلةِ وإن كان يُرى مُقحَمًا من حَيْثُ الظَّاهِرِ، فهو غَير مُقحَمٍ من حَيْثُ الباطِنِ، أمَّا في قولِ ذي الرُّمة فظاهرٌ فيه عَنى الاسمَ، لأنَّه يريدُ أنَّ الظَّبيَةَ تُخاطِبُ خَشْفَهَا بماءِ ماءِ، وهذا المَعنى كما تَرى حاصِلٌ، وإذا أُضيفَ إلى الماءِ الاسمُ غيرَ حاصلٍ، [وهذا وان كان يُستفادُ منه أنَّ الاسمَ مضافٌ لا للماءِ لا يُستفادُ منه إذا لم يضف] (٣) إليه، لاحتمالِ أن يُتَوَهَّمَ أنَّه يُريدُ بِدُعائِها إيَّاه، أنَّها تَراه بالماءِ حتى يُقبِل عَلَيها، فكَأَنَّها تَدْعُوه به. وهذا كما تَقولُ: دَعوتُ الكلبَ بالخبزِ، أي أَريته إيَّاه حَتَّى أَتاني، وأَمَّا في قولِهِ الثَّاني فكذلك، لأنَّه يُريدُ


(١) عجزه:
جوانبه من بصرة وسلام
والبيت لذي الرّمة غيلان بن عقبة. انظر ديوانه: ١٠٧٠ من قصيدته التي أولها:
ألا حيّ عند الزّرق دار مقام … لميّ وإن هاجت رجيع سقام
توجيه إعراب البيت وشرحه في المنخّل: ٦٦ والخوارزمي: ٣٩، وزين العرب: ٢٤ وشرح ابن يعيش: ٣/ ١٤، والزملكاني: ٢/ ١٦٢ وانظر إصلاح المنطق: ٣٤، وشرح شواهده لابن السيرافي: ٤٥، وكتاب الشعر لأبي علي: ١٣، ١٦٣، والمسائل الشيرازيات له: ١٤٢. والبديع في علم العربية: ٩٧، والخزانة: ١/ ٥٠، ٢٢٠، ٣/ ٨٩.
(٢) كتاب الشعر: ورقة: ١٢.
(٣) ما بين القوسين في (ب) مصححة على هامش النّسخة.

<<  <  ج: ص:  >  >>