للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن صاحِب "المُجمل" (١)، وقالَ اللَّحيانِيّ (٢)، رَوانفُ الآكامِ رُؤُوسُها. تُستَطارا: مَجزومٌ بالعَطْفِ على تَرجِف، وإنَّما ثنَّى ضَميرَ الفِعل، لأنَّ المُرادَ بالرَّوانِف الرَّافِعَتان. ونظيرُ هذه المسألةِ: بيتُ أبي الطيِّب (٣):

وَتَكَرَّمتُ رُكَبَاتُها عن مَبركٍ … تَقَعَانِ فيه وليس مِسكًا أذفَرا

ألا تَرى أنَّه قال تَقَعَان [فيه والضميرُ للرُّكَبَاتِ] (٤)، وهذا لأنَّه جَعل كلَّ رُكبَتَين بمنزلةِ ركبةٍ كما في قوله (٥):

وكأنَّ بالعينينِ حَبَّ قَرَنفلٍ … أو سنبُلًا حُلَّت به فانهَلَّتِ

وقبله (٦):


(١) هو أحمد بن فارس بن زكريا أبو الحسين الرازي من علماء اللّغة في القرن الرابع الهجري. ألف معجم المقاييس، والصاحبي في فقه اللغة، والمجمل، وغيرها من المؤلفات، وفاته سنة ٣٩٥ هـ، ترجمته في معجم الأدباء: ٤/ ٨٠ وإنباه الرواة: ١/ ٩٢، ويتيمة الدّهر: ٣/ ٣٦٥. وكتابه المجمل طبع الجزء الأول منه الأستاذ محمد محي الدين عبد الحميد وتوقف عن إخراج البقية.
وهذا النّص في المجمل: بنفس لفظ المؤلف: الورقة: ١١٢/ ب نسخة يني جامع في تركيا رقم ١١٦٣ وهي نسخة كتبت سنة ٤٨٩ هـ.
(٢) هو علي بن المبارك وقيل: بن حازم أبو الحسن اللّحياني. أخذ عن الكسائي وأبي زيد وأبي عمرو الشيباني والأصمعي. وأخذ عنه أبو عبيد القاسم بن سلام. له كتاب النوادر في اللغة مشهور عندهم، ثقة. اعتمد عليه ابن المستوفى كثيرًا في إثبات المحصل، أخباره في إنباه الرواة: ٢/ ٢٥٥، والبغية: ٢/ ١٨٥.
(٣) التبيان في شرح الديوان: ٢/ ١٦٩.
(٤) في (أ).
(٥) هو من أبيات الحماسة ثاني بيت من القصيدة التي أولها:
حلت تماظر غربة فاحتلت … فلجا وأهلك باللوى فالحلت
انظر شرح المرزوقي: ٢/ ٥٦٤، نسبها إلى سلمي بن ربيعة الضبّي انظر ترجمته في اللآلي للبكري: ٢٦٧، والخزانة: ٣/ ٤٠٨، وهناك اختلاف في اسمه، واختلاف في رواية القصيدة له ولغيره من الشعراء انظر شرح الحماسة للمرزوقي: ٢/ ٥٤٦ هامش رقم (٣)، والبيت في أمالي ابن الشجري: ١/ ١٢١.
(٦) ديوان عنترة: ٢٣٤.
انظر إعراب البيت وشرحه في المنخّل: ٤٢، والخوارزمي: ٢٢، وزين العرب: ١٨ =

<<  <  ج: ص:  >  >>