للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا في [أختيها الذال والثاء] (١)، لأن لا يسليهن الإِدغام ما فيهن من الصفير، وأما الواو والياء فلضعفهما، هذا لأن المدغم فيه تقوية مستغرقة كل الاستغراق فيصير كالمدغم فيه، ولهذا كره بعضهم إدغام الفاء في الياء، لأن الياء حرف ضعف أخرس لا صوت له والفاء حرف قوي متين له نفخة. وأما الميم فلحقتها (٢) لكونها من حروف الشفة. وأما الفاء فلنحفها وخفتها.

قال جارُ اللَّه: "وكذلك ما كان من حروف الفَم أدخل في الفم في الأدخل في الحلق، لأن ذلك يكسبه مزيد ثِقلٍ، كما لم يدغموا حروف الشّفة إلا في أمثالها".

قال المُشَرِّحُ: الميم لكونه من حروف الشفة لا يدغم في النون ولكن النون تدغم فيه.

فإن سألتَ: النون الخفيفة حرف أغن فكيف جاز إدغامها فيما ليست بها؟.

أجبتُ الميمُ أيضًا أغنّ، ولكن لا يظهر معه غنة النون، وذلك قولك: من محمد. الطاء، والدال، والتاء، والضاد، والذال والثاء، واللام مما يدغم في السين فكذلك في الصاد. يقول: قد تكون القرابة بين الحرفين وافية ثم لا يجري بينهما إدغام لمانع كما في القسم الأول، وهي حروف (ضوى مشفر) وما يقاربها، وقد يكون في القرابة قصور لم يجر بينهما إدغام النون في الميم إدغام حروف طرف اللسان في الصاد والسين. أما الميم فإنما أدغموا النون فيه لكون كلّ واحدٍ منهما أغن ولتكتسب النون في الإِدغام فيه خفة. وأما إدغام حروف طرف اللسان في السين والصاد فلأن العرب توسعت إدغامًا في حروف طرف اللسان فوق ما توسعت في سائر الحروف، ولأن أصل الإِدغام لحروف اللسان والفم، وأكثر حروف الفم من طرف اللسان، وهو أكثر حروفًا من طرف


(١) في (أ): "في أختها الدال".
(٢) في (أ): "لختفها".

<<  <  ج: ص:  >  >>